الفصل الخامس و العشرون............
شهقت و التفتت بسرعة عندما اغلق الباب و خفقت اهدابها قائلة بصدمة: "داغر!"
و ابتلعت ريقها محاولة ان تتمالك انفعالها برؤيته............ ابتسم بفتور و هو يخطو اتجاهها ببطء......
قالت و الخوف قد تملكها و جعلها تشعر بالضعف اتجاهه هذه المرة لأنه اقفل الباب: "اساليبك ملتوية كعادتك"وقف قربها و قال متاملا: "مضطر"
تطلعت الى الباب خلفه و قالت بقلق: "لماذا قفلت الباب؟"
قال و هو يكاد يلتهمها بنظراته: "لا تخافي مني....... لن انوي ان افعل شيء لا يرضيك........... افتحي الباب ان شئت تركت المفتاح به.... قفلته حتى اطمئن ان لا يدخل احدا علينا و يراك معي.......... اردت رؤيتك فحسب"
اسدلت اهدابها ببطء و قد شعرت بشيء من الطمأنينة و الدفأ بكلماته ثم تطلعت حولها في ذلك البيت الصغير المتواضع الذي يخلو من الاثاث و خاليا تماما الا من كليهما و قالت ببرود: "استغرب وجودك هنا وحدك بدون رجالك و حراسك رغم ان اغلب الناس تظمر لك الحقد ........الا تخشى ان فكر احدا بقتلك؟"
ابتسم بعدم اكتراث قائلا: "ماذا نفعل لمجاهد الذي منع رجالنا من الدخول الى المنطقة انا مجبر ان انفذ رغبته و جئت بمفردي مشيا على الاقدام لأرى حبيبتي"
واقترب خطوة و قالت بسرعة: "توقف مكانك"
وقف و تطلع بها بنظرات هادئة.......... قالت بتأمل: "توقعت ان لا اراك بعد ابدا"
قال بجدية: "كان هذا هدفي لكن.......... مضطر"بقيت مركزة بعينيه الجذابتين و قال مواصلا: "قلت لعل الابتعاد لفترة ينسيك بعض الحقد علي ليس كله بالتاكيد....... اتمنى ان تكلمينني على انني اي رجل اخر غير ذلك الحيوان الذي بنظرك"
ابتلعت ريقها و هي تقاوم كل ما بداخلها من انجذاب ونظرت اليه نظرة نفور مصطنعة رغم اللين الذي يظهره لها بلسانه فهي مازالت تعتبره اغلظ و اقسى رجلا قابلته فهي لن تنسى آلامها معه و ليست سعيدة ابدا بمشاعر الميول اليه بل انها معاناة الى ابعد الحدود.قال و هو يقترب خطوة: "كنت افكر بك طوال الفترة التي مضت.......... ابتعادي عنك جنبني العصبية و الانفعال لفترة.......... انت كالنار يا سعاد كلما اقتربت منك شعرت بحرارتك تؤذيني"
بهتت لوهلة الا انها سيطرت على ملامحها لتبدو متحدية و غير مصدقة و قالت بعد اكتراث: "اذن لماذا اتيت و اقتربت؟"قال بامعان: "لأني اريد الاحتراق.... اجد متعة كبيرة عندما اتعرض للسعاتك"
ابعدت بصرها و اعادته بسرعة عندما قال و بابتسامة جذابة و هو يضع يده في جيبه ليبحث عن شيء: "حقيقة اخشى من ردة فعلك لكن......... محاولة لا بأس بها"
و زمت شفتيها عندما قدم لها علبة صغيرة و قال بلطف: "لنبدأ بداية حسنة هذه المرة.............. تقبليها مني"
رفعت بصرها اليه و قالت بقوة و حدة: "من اخبرك اني اريد ان ابدأ معك بداية ما؟............. لا اريد سوى النهاية و دائما"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romansوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...