الفصل الثامن عشر

295 14 0
                                    

الفصل الثامن عشر...............

دعكت يديها بارتباك و هي تتذكر ذلك الموقف الذي حدث قبل شهر و كيف كان صعبا و قاسيا حينها.
امينة و بهمس: "سعاد اين انت شاردة الذهن؟......... الم انادي عليك مرارا؟"
التفتت اليها قائلة بامتعاض و خوف واضح: "لقد اتى"
خفقت اهداب امينة و قالت بسرعة: "اذهبي الى البيت ان شئت"

اسرعت سعاد و هي تتلفت و شقت طريقها بينهم حتى وصلت الى الطريق المؤدي الى البيت و ابتلعت ريقها و هي تنظر خلفها حتى شعرت ان احد حراس داغر يراقبها و يتتبع خطاها.
اوقفها مجاهد قائلا: "تعالي يا سعاد و اهتمي ب"
قالت مقاطعة: "علي الذهاب الان ارجوك"
نظر مجاهد اليها ثم التفت خلفها و قال باهتمام: "ماذا هناك؟....... ما بك كأنك مطاردة"
توقفت و قالت محاولة تغيير الموضوع: "لا شيء....... حسنا......... ماذا تريد؟"
.................................................. .................................
سارت بين الناس و تجنبت النظر اتجاه المكان الذي يجلس فيه داغر حيث وضعوا له كرسي في وسط المزرعة و كانوا رجاله يقفون خلفه و من جانبيه.
سألت سعاد عن عفاف التي لم تحضر زفاف اخوها و اخبروها انها في وعكة و لم تستطيع الحضور و ادارت بصرها باهتمام عندما رأت فتاة قد دخلت و معها بعض الفتيات يرافقنها......كانت جميلة للغاية و ناعمة وتظهر عليها مظاهر الثراء و الترف نحيفة القوام وذات قامة متوسطة و بشرة متالقة و ثياب فاخرة و كانت متواضعة و لطيفة و مبتسمة.
تطلعت سعاد الى مجاهد بسرعة لتجده ينظر باتجاهها بنظرات خالية من التعابير............. ادركت سعاد بحدسها انها بثينة اخت داغر و ذهبت باتجاهها قائلة بتأمل: "اهلا بكن في حفلنا المتواضع هذا..... الا نتعرف؟"

الفتاة و بابتسامة شفافة: "انا بثينة ابنة الشيخ علام و اتيت لدعوة وجهت الي من قبل............. شخص هنا"
زمت سعاد شفتيها و تاملتها من الاسفل الى الاعلى ببطء ثم قالت بهدوء: "اهلا وسهلا ........... هذا شرف كبير لنا......... انا اخت العروس"
تأملتها بثينة باعجاب و ابتسمت بلطف و نعمومة.
.................................................. .........................

هدأ جو الاحتفال و ساد الصمت عندما نهض داغر و توسط الناس قائلا بهدوء: "جئت لاحمل اليكم تحية من الشيخ علام......... انها لمناسبة سعيدة على قلوبنا و نتمنى ان تزداد مثل هذه الامسيات......... نظرا لضيق وقتنا فأسمحوا لي بالانصراف و اقبلوا منا هذه الهدية البسيطة من ال مالك الى العم شعلان و اخرى الى العم علوان مع بالغ تحياتي......... بالاذن"

و تعمد ان يتخذ اتجاه في سيره حتى يمر من جانبها و ترك رجاله يفرقون الهدايا على الناس و عندما اقترب من جنبها خفض بصره و قال بهمس: "اريد ان اكلمك"
خفقت اهدابها و ابعدت بصرها متجاهلة كلامه........ توقف و التفت الى رجاله و اشار لهم ليأتوا خلفه و كانت تلك ذريعة حتى يطيل وقوفه قربها و قال بصوت خافت: "تعالي و الا سأثير شغب في هذا الحفل و اخرب كل شيء"
التفت اليه و هو يبتعد و تنهدت و عضت على شفتها بحيرة و حرج لقد وضعها في موقف محرج و ستضطر ان تخضع له خشية من تهديده فهي تعرفه وقح و حقير و سيدمر كل شيء بلمح البصر.

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن