الفصل السادس والعشرون

274 13 0
                                    

الفصل السادس و العشرون..........

في المساء افاقت من نومها على اثر طرق باب قوي و تطلعت بالساعة مفزوعة لتجدها الحادية عشر قبل منتصف الليل و ابتلعت ريقها و وضعت يدها على صدرها عندما سمعت رجال مالك و هم يتكلمون مع والدها.

اسرعت و فتحت باب الحجرة و رأت احدهم واقفا و بيده عصا و يقول بجفاف: "نعلم ايها العجوز ان الوقت متاخرا لكنها اوامر عليا............ لدينا امر بالتفتيش"

ارتدت حجابها و خرجت ببطء .....وقفت خلف شعلان و ربتت على كتفه وهم يقلبون بيتهم رأسا على عقب محدثين فوضى كبيرة...... هزت رأسها بضيق و قالت امينة بامتعاض: "لكن عما تبحثون؟"

الرجل و بعدم اكتراث: "عن وجود السلاح......... ربما ابنكم خبأ الذخيرة في بيته...... ذلك ممنوع و لو وجدنا شيئا ستساق ايها الاشيب الى الشيخ علام بنفسه"

قطب شعلان جبينه المجعد و خفضت سعاد بصرها و راقبوا الرجال و هم يخرجون.

بقي شعلان يضرب كف بكف و يهز رأسه اسفا و جلس قائلا: "لا حول و لا قوة الا بالله"

دخلت الى حجرتها و تأملت اغراضها المبعثرة على الارض و ضاقت عينيها........ يبدو ان داغر دق لها جرس الانذار و التحذير و كأن هذه اشارة لبدأ الحرب...... يا الله لا تدع هذا الظالم يؤذينا اكثر و يأتي علي يوما و اذهب اليه بقدمي كما توعدني.

اسندت جبهتها على يدها و فكرت بكلام داغر..... معقول يفكر ان يلحق بهم الاذى؟....... بالتأكيد انه يهدد لأضعافها فقط ربما لم يقصد ان ينفذ وعيده...... ربما هذه حادثة عن طريق الصدفة لأمر ضروري و يستوجب.
.................................................. .................................................. .............

عند الصباح سمعت خطوات مجاهد في الدار و هو يقول بانفعال: "ماذا حدث لكم ليلة البارحة؟........... سمعت من رفاقي ان رجال مالك دخلوا بيتنا مجددا؟"

خرجت من الغرفة عندما قالت امينة باستياء: "قالوا انهم ينفذون اوامر من اسيادهم.......... يفتشون ان كنت خبأت اسلحة في البيت"

قال بغضب وهو يخطو بخطى حازمة و قوية و بصوت مرتفع: "بعودة داغر الكلب بدأت اعمال الشغب من جديد......... كيف له ان يخرق الاتفاق....... لقد عاود اسلوبه الوضيع مجددا......... انا هذه المرة ساتصدى له و اجعله يفهم الاصول و يحاذر"

عضت سعاد على شفتها و ركل مجاهد الكرسي الخشبي الذي امامه و قامت امينة باقناعه و التوسل اليه الا يصطدم بداغر و يحافظ على نفسه فانهم يتحينون الفرص حتى يحاسبوه عنوة.
قال بغيظ: "كيف لي ان اسكت على ما حصل........... مستحيل سأذهب الان و استفسر عن سبب خرقهم للاتفاقية"

و دخل الحجرة لتغيير ملابسه...... ربتت امينة على كتف سعاد قائلة بقلق: "اذهبي الى اخوك و حاولي امتصاص غضبه قبل ان يتهور و نخسره كما حصل مع شاهين"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن