الفصل الثاني عشر...........
منذ الحادثة لهذه الساعة قد انقلبت حياتها رأسا على عقب و عرفت للدموع طريقا اذ تشعر بأن البكاء نديمها و مخفف من وطأة الم قلبها و شعورها الجريح............ لقد دمرت نفسيتها و خدش احساسها البريء و قتلت احلامها لما لاقته من غلاظة و قسوة و شوهت صورة العلاقة بين الرجل و المرأة بداخلها حيث ادركت انها علاقة دنيئة بشعة بدافع المتعة الجسدية و ان الرجل اناني لا تهمه مشاعر المرأة التي امامه و لا يبالي المهم ان يحصل على مبتغاه و لو بالقوة انها علاقة حقيرة مقززة حيوانية.
اسندت ظهرها على القضبان الحديدية التي تفصل المزارع عن بعضها البعض و شعرت بتعرق وجهها و عنقها فجأة و كأنها اصيبت بوعكة مفاجأة.......... مررت يدها على جبينها و فتحت عينيها بصعوبة اذ شعرت ان الدنيا بدأت تلف بها و لم تستطيع التوازن اسندت يدها على العمود و تنفست بصعوبة حالة غريبة اصابتها و احبطت معنوياتها اذ كانت لتوها تفكر باستقرار صحتها........ كأنها اخذت بردا في هكذا طقس بارد.
اقبلت اليها جميلة و امسكتها قائلة بقلق و استغراب: "ما بالك؟........ انت منهارة ما الذي حدث لك يا سعاد؟....... تعالي بسرعة لنعود الى البيت و تستريحي"قابلتهما امينة و قالت بصدمة: "ما بها اختك تبدو بحالة سيئة؟"
بالكاد قاومت الرغبة بالتقيؤ حتى وصلت الى الحمام و تهاوت على المغسلة و تقيأت حتى ضعفت ساقيها و تهاوت على الباب قائلة: "امي........ لا استطيع ان اقف بعد"
امينة و بفزع: "اسرعي يا جميلة و و نادي فوزي........ هيا ماذا تنتظرين؟........ لو كان معه احد اخبريه انني متوعكة بسبب الضغط"
ركضت جميلة و جلست سعاد على السرير متوعكة و لا تعلم اي حالة هذه اصيبت بها؟
عندما اجرى فوزي الفحص قال و هو يتأمل جميلة: "بسبب شهيتها المعدومة طوال الايام الماضية فقد تسبب ذلك بفقر الدم........ سأكتب لها شيئا عسى ان تكون بخير"
تبعته امينة و على وجهها تعابير الارتياب و عند باب الغرفة قالت بتردد: "هذا كل شيء؟........ انت متأكد؟"
قطب فوزي جبينه و نظر الى سعاد التي كانت مركزة بهما ثم سأل بتجهم: "ماذا تقصدين؟"امينة و بنبرة مضطربة: "انا مرتابة يا ابني........... لوهلة خيل لي ما كنت اخشاه"
هز رأسه ببطء و قال بضيق: "غدا باكرا يجب ان تأتي بها الى المختبر......... يبعد لمسافة من هنا"
ابتلعت سعاد ريقها و ادركت ان الامر ليس بالهين انهما يلمحان الى امر بغاية الخطورة و الشر.امينة و بحزن و قهر و قلق: "اخشى ان يرانا احدا و يرتاب بامرنا....... انا خائفة من السنة الناس يا ابني"
فوزي و باستياء: "لا تخافي يا ام مجاهد انا سأكون هناك و اتولى الامر....... لطالما حرصت عليكم و ابعدتكم عن اي شبهة"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...