الفصل الرابع والاربعون

254 15 0
                                    

الفصل الرابع و الاربعون...............

قاطعها قائلا باتقاد و عصبية مفرطة: "نعم؟........ لا تعلمون شيئا؟........ من يعلم اذن؟...... و لما جلبتكم الى هنا برأيك؟......... اليس لمراقبتها و الاعتناء بها و بصحتها............. ماذا حصل لسعاد اخبروني و الا حرقت البيت عليكم جميعا"

فتحت عينيها و وجدت نفسها في الغرفة على السرير و ادركت ان نرجس و امينة اخفتا عنه زيارة الحاجة و اكيد ذلك وفق توصياتها و توصية كل من في الخارج من الحراس.

اعتدلت ببطء و بصعوبة و قالت و هي تمرر يدها على جبينها فما زالت تشعر بالدوار و بصوت خافت: "داغر؟........ ما الذي يحدث ما بكم؟"

التفت اليها بسرعة و اغمضت عينيها ثم فتحتهما و هي لم ترى وجوههم بوضوح.

اتجه اليها مسرعا و قال باهتمام كبير: "سعاد........... ماذا حصل لك؟..... ما بك؟........ بماذا تشعرين الان؟......... تبدين لي متعبة و شاحبة..... الطبيبة في طريقها الينا لقد بعثت لها"

رفعت بصرها و تطلعت بوجهه القلق و تذكرت كلمات والدته المؤلمة و ترددت عليها عبارتها"نخطب لداغر و نزوجه و يسافر و انت ستعودين بدون طفلك كأن شيء لم يحدث"........ اختنقت بعبرتها و اغرورقت عينيها بالدموع و هي عاجزة عن الكلام امامه و كأنها فقدت القدرة على النطق......... العبرة تخنقها لم تعد تتمالك نفسها و انفجرت باكية.

قطب جبينه و هو يتأملها ثم التفت الى اليهما قائلا: "اخرجا من هنا"

اطاعتا الامر بسرعة و بعد ان اغلقتا الباب كتف ذراعيه خلفه و بقي ينظر اليها و هي لا تستطيع ان تتوقف عن البكاء و تتمالك حزنها و المها.

اقترب قليلا و قال بتجهم و تفحص: "ما الامر؟"

تأمل عينيها الحمراوين و فتحت فمها لتقول شيئا الا انها ترددت و خشيت ان تخبره بحقيقة الامر........ خشيت من موقفه ........... لا تريد ان تفتح معه موضوع الطفل و مصيره و قرار والدته....... لا تريد ان تسمع منه كلمة قاسية يمكن ان تقتلها بمكانها......... لتبقى متعلقة بالامل حتى تعيش من اجله.

ربما لو اخبرته بعلم والدته بكل القصة ستسهل عليه المهمة و سيجده حلا مناسبا للخلاص من ازمته ........ انها لم تأمن جانبه.

اقترب اكثر و قال بقوة: "ما بك؟........... الطبيبة اوصلت لك خبر ما؟"

اتسعت عينيها و هزت رأسها نفيا ثم قالت بتردد و ارتباك: "لا............. لم لم تخبرني اي شيء"

راقبها بامعان قائلا: "هناك امر يزعجك....... انا مصرا ان اعرفه"

خفضت بصرها و تساقطت خصلاها لتخفي وجهها من نظراته الصقرية و اثرت الصمت.

قال بلهجة آمرة: "لا تؤذي نفسك هكذا......... انت تحملين ابني و من واجبك الاعتناء به.......... انت ملزمة بذلك"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن