الفصل الواحد و الثلاثون.............
هزت رأسها غير مصدقة و قالت باستنكار: "اصبحت لا استوعبك يا مجاهد......... مستعد ان تضحي بأي شيء امامك للوصول الى هدفك و ان كانت اختك التي من المفترض ان تحميها بكل ما لديك"
اقترب و ربت على كتفها و قال باصرار: "انت مخطئة ........ لن اضحي بك بذلك ابدا و انما انقذك و انقذ مئات امثالك من هذا اللعين الكافر....... لا تظني انني اريد ان ارخصك او ادعه يمس شعرة منك لا....... لا يا سعاد........ مجرد خطة صغيرة من قبلك لتوصلينه الى المكان المطلوب و بعدها تنتهي مهمتك"
.................................................. .........................بقيت طيلة فترة الظهيرة جالسة في غرفتها حتى انها لم تتناول اي شيء و تمنت ان يحدث اي امرا يمنعها من الذهاب اليوم لمقابلة داغر وخداعه..... الخداع؟........ كم كرهت ذلك لن تحتمل فكرة الخداع و الكذب كم كرهت ان تتسبب بالحاق الاذى بأي شخص بحياتها.
عضت على اناملها بتوتر و انفعال........ ما بك يا سعاد؟...... اليس داغر هو ذاك الذي شهرت السكين بوجهه لتقتلينه و كم تألمت و حزنت لأنك فشلت في قتله بيديك.......... اليس هو من ضغطت الزناد لترمينه بالرصاص و لولا حذره لكنت اسقطته ميتا امامك؟............ غيرت رأيك؟............ اليوم عندما سنحت لك الفرصة للثار لنفسك و لاهلك و لكرامتك المهدورة تراجعت؟.......... لا تريدين مناصرة اخوك ضد عدوه؟
ليس لك الخيار يا سعاد انت مجبرة اليوم على الخضوع لرغبة مجاهد انك محاصرة و لو تراجعت او رفضت سيكون حسابك عسيرا و عندما تظهر الفضيحة عليك سيكون حسابك مرعبا.التفتت بسرعة و ابعدت شعرها عن وجهها الساخن المحتقن عندما دخلت امينة عليها و بيدها فستان غامق .
تفحصتها امينة و قالت باهتمام: "لماذا فزعت هكذا من دخولي؟....... ما بك يا ابنتي؟"ابعدت بصرها و احاطت ذراعيها و هي تشعر بقشعريرة برد تسري باوصالها و لم تجيب امينة.
اقتربت امينة و قدمت لها الثوب قائلة بنبرة منخفضة: "هاك هذا الثوب الفضفاض...... اعتقد انه يناسبك بهذه الفترة اختطته لك اليوم اذ ان الحمل بدأ يظهر عليك......... اخفي امرك يا سعاد قبل ان يشك احدا بك..... و تزوجي قبل فوات الاوان...... اعلم ان داغر يريدك لنفسه و انه سيمنع زواجك باي وسيلة لكن لنسارع بالامر بتكتم....... اعلم انك تخشين على فوزي من بطش داغر لكن ليس امامك خيار........ تحركي يا سعاد.... لا تبقي هكذا منتظرة ان ينزل الله عليك معجزة لينقذك....... ذلك لم يحصل لديك عقل و انت الوحيدة القادرة على تدارك الامر"
وضعت يديها على اذنيها لا تريد ان تسمع شيئا لقد ضاقت ذرعا بكل من حولها....... قالت بانهيار: "اتركيني بحالي............. اتركوني........ بالذات انت اتركيني....... لقد فعلت كل شيء لاجلكم و سأفعل الكثير ايضا........... انا متعبة....... متعبة"
خفضت امينة بصرها و تركتها و خرجت بخطوات محبطة و ضعيفة.
قبل الغروب كانت تذرع الغرفة ذهابا و ايابا و تعيش لحظات صراع جعلتها تشعر بالصداع و تمسك رأسها بقوة حتى التفتت و شهقت عندما دخل مجاهد و قال بسرعة: "هيا يا سعاد"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...