شيء من الندم
الفصل التاسع.....................
ارتجفت يدي سعاد و سمعتا الركض و الهرولة و كأن الناس فروا و تفرقوا...... جاء ذلك الشيطان ليسكت مجاهد و يؤذيه.
فجأة فتح باب بيتهم و بسرعة فتح باب غرفتهما لتجدا شعلان يدفع بمجاهد بعنف قائلا بغضب و هياج: "ادخل هنا ادخل لقد وضعت رأسي الاشيب بالارض............ ادخل"
مجاهد و بعينين فاتحتي الخضرة و حادتين: "أ تريدني ان اختبأ وراء النساء مابالك يا ابي انا رجلا و مسؤول عما افعله............... دعني اواجه ذلك الرجل و اقول له رأيي فيه بصراحة لقد قتلوا شاهين اقرب صديق لي قتلوه بدم بارد................... ليقتلني و يقتل غيري سيجد الف لسان و لسان غيري يقف ضده.......... أ سيستمر بقتل الناس لقولهم الحق؟"
شعلان و كل اوصاله ترتجف: "اي لسان غيرك يا احمق؟....... الم ترى المجتمعين حولك كيف فروا كالفئران عندما علموا بقدوم داغر؟......... اخزي الشيطان يامجاهد و اياك و ان تنطق كلمة واحدة امام داغر لو فعلت سأتبرأ منك ليوم الدين"
اقتحموا البيت و خرج شعلان مسرعا من الحجرة و تبعه مجاهد بكل تحدي.
انهارت جميلة و بقيت متسمرة باتجاه الباب و سعاد فركت يديها بخوف و نبضات قلبها تتسارع و شفتيها قد جفتا تماما.
قال داغر بصوت مرتفع و غاضب: "مرحى ايها الشاب الثائر.......... لقد اشعلت الدنيا و حرضت الناس........... كم دفعوا لك ال حجير لتنخر بنياننا و تشوه صورتنا امام الملأ؟............... متى تلجم لسانك السليط؟......... ام انك تشتهي اللحاق بصديقك الخائن؟"
اشمئزت لسماع صوته و وضعت يدها على صدرها و دعت الله ليخلصهم الليلة من استبداد داغر و رجاله.
شعلان و بتملق و رجاء: "كيف لك يا سيدي ان تتعب نفسك بالكلام مع غبي احمق لا عقل له........... ان رأسه الكبير هذا فيه عقل طفل غير ناضج و يبدو ان موت صديقه احدث به خللا و جعله غير واعيا لما يقول................. يا سيدي تجاوز بحلمك عن هذا المعتوه.............. الكل يعلم ان شاهين مذنبا و مخطئا و يستحق العقاب انه خائن................. و كلام مجاهد ليس الا لغو اطفال حمقى لا يفقهون شيئا.............. تجاوز و تجاهل يا سيدي ما قاله و انا اعدك و اكون عند حسن ظنك بأن هذا الجبان سيوطيء على قدميك راكعا يطلب العفو و السماح و امام الناس......... امهله فقط هذه الايام ليسترد صوابه و عقله"
داغر و باتقاد و صوت مسيطر و سليط: "هذه فرصتك الاخيرة بالنجاة من قبضتي ايها المتعطش للموت"
خفقت اهداب جميلة و ابتلعت سعاد ريقها عندما سمعتا صوت ضرب و ادركتا انه يربت على صدر مجاهد بقوة و هو يقول: "كن مهذبا و عاقلا ايها الفتى فما زلت تعجبني............ لا تجعلني اغير رأيي فيك......... تعجبني شجاعتك هذه يا ابن شعلان.......... رغم انني اكبر منك بعدة اعوام الا انني اجدك تفوقني سنا و طلاقة لسان......... لكن لحد هنا و كفى......... و الا لن تعجبني بعد ذلك"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romanceوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...