الفصل التاسع والعشرون

243 13 0
                                    

الفصل التاسع و العشرون.............

قالت و هي تفرك يديها: "ان...... ان كنت مشغولا........ يمكنني انتظارك"

بقي يتطلع اليهم دون ان يلتفت اليها و ربت بالعصا بطريقة اكثر توترا و حدة ثم استدار اليها و قال دون ان ترى عينيه اللتان يخفيهما بنظارته السوداء: "انتظري هناك"

و ا شار بالعصا الى مكان يبعد لمسافة........... خفقت اهدابها و شعرت بتعمده على هكذا اهمال و تجاهل و تحقير و سارت بخطوات مترددة الى حيث اشار.

وقفت تحت السقيفة و هي في موقف لا تحسد عليه و بقيت واقفة طويلا و هو يتجول في المزرعة و ينشغل مع رجاله.

استاءت جدا منه الا انها تحملت و جاءت على نفسها من اجل اهلها لا من اجل شيء اخر, ارتبكت كثيرا عندما رأته يتجه نحوها و شبكت يديها و خفضت بصرها ,عندما اقترب ابعد نظارته و تطلع بها و بعينيه نظرة غرور و انتصار و كأنه استرد كرامته ببعثرة كرامتها و قال و هو يتأملها: "نعم؟"
ابتلعت ريقها و رفعت بصرها اليه قائلة بنبرة مستضعفة: "اين اخي؟...... اين مجاهد؟....... ماذا ستفعلون به؟"
تطلع بعينيها ثم وضع العصا على شفتيها و دفع وجهها قائلا: "جئت من اجل ذلك؟"

ابعدت العصا بيدها بقوة و قالت بانفاس غير منتظمة: "لا تقتلوا اخي بدون ذنب كما فعلتوا مع صديقه المظلوم شاهين"

اقترب منها اكثر و قال بغيظ: "لسنا قتلة...............شاهين المظلوم؟.......... من اين عرفت انه مظلوم؟........ شاهين متمرد اضرم النار في مزرعتنا و قتل اربعة رجال من حراس المزرعة ماتوا حرقا ماذا تسمين ذلك؟.......... قتلناه وحده مقابل اربعة ارواح أ هذا ظلما له برأيك؟"

ابعدت بصرها وهي تفرك بيديها بتوتر ثم قالت بحزن متعمدة: "ماذا فعل مجاهد حتى تعاقبوه هكذا؟"
قال ببرود: "ليس لي دخل بما سيجري لمجاهد ان الامر كله بيد الشيخ علام.......... اخوك اقترف ذنبا كبيرا يستحق عليه القصاص"

هي و بسرعة: "اي ذنب اقترفه اخي؟"

اجاب بانفعال: "تطلع الى اختي و"

قاطعته قائلة باتهام و هذا ما ارادت الوصول اليه: "تطلع الى اختك؟.......... و ماذا تراك فعلت مع اخته؟....... من الذي يستحق القصاص اذن؟"

قطب جبينه ثم اسدل اهدابه ببطء و قالت مواصلة: "اي عدل هذا الذي تقيمونه في المنطقة ايها الظلمة؟........ تبيحون لنفسكم ارتكاب ابشع الاخطاء بحقنا نحن المستضعفين و تعدون علينا حتى انفاسنا"
ثم اقتربت منه قائلة باستسلام: " ها انا اتيتك يا داغر كما اردت"

رفع بصره بسرعة و ابتلع ريقه و تطلع بعينيها الحمرواين بتجهم........ قالت بضعف و تردد: "لو كانت المساومة على حياتي لما وجدتني امامك الان مستسلمة لرغبتك لكنها حياة اخي....................... اقتلني انا و اعتق رقبته... اقتلني بتنفيذ رغبتك القذرة"

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن