الفصل السادس و الاربعون...................
سارت باتجاه الصالة و هي قلقة جدا..... ترى ماذا ينتظرها؟...... يريد ان تذهب الى مكان اخر؟........... ربما الحاجة تصرفت و خطبت له و قرر ان يبعدها عنه........ ربما حصل مكروه لأهلها و لمجاهد؟.... ربما يريد ان يعيدها الى بيتها و هي حامل و بهكذا منظر امام الناس؟....... ظنون و اسئلة و قلق لعب بحالها حتى دخلت الصالة و اتسعت عينيها و فتحت فمها بذهول و صدمة عندما رأت فوزي امامها........ و حالما رآها نهض بسرعة......... اسرعت راكضة اليه قائلة بلهفة: "فوزي!؟"
نظر فوزي الى الجانب بحرج و قلق و التفتت لتجد داغر واقفا و يتطع بهما بعيون صقرية.
تحركت اهدابها باضطراب و ابتلعت ريقها و نظرت مجددا الى فوزي و تجهمت بحزن و هي تشاهد اثار كدمات على اجزاء من جسده و لاحظت انه متقيد جدا و متوترا و قال لها بنظرات شاردة و غير مستقرة كأنه مرتبك من وجود داغر الذي يراقبهما بدقة و تفرس: "كيف حالك يا سعاد؟..... كيف......... كيف........وضع الطفل"
رفع داغر حاجبه و اقترب ليقف بوسطهما و تطلع بوجه فوزي و كأنه يقول له ما شأنك انت حتى تسأل عن الطفل....... ابعد فوزي بصره و حرك عويناته ببطء و بدى متضايقا جدا......... قالت و هي الاخرى متقيدة و لا تعرف كيف تتصرف وداغر يقف هكذا بينهما و يخنقهما بتعابيره الساخرة و بكل ذلك الغرور و الهيمنة فهو يتطلع الى فوزي و كأنه حشرة او شيء مقرف و بدى فوزي ضئيلا جدا امامه ......: "الحمد لله...... طمئني عنك انت و عن مجاهد و"
فوزي و بسرعة و كأنه لا يريد ان يطيل بالكلام و متجنبا النظر الى داغر الذي كان يدعك بذقنه ببطء : "بخير...... بخير"
قال داغر بصوت واثق و حازم: "تفضل يا حضرة الشيخ......... تفضل يا مولانا"
زمت شفتيها عندما التفتت الى الصالة الاخرى ليتقدم منها المأذون الشرعي و معه مجموعة رجال و نظرت الى فوزي بسرعة الذي خفض بصره و اغلق قبضة يده بتوتر و قوة........ اذن داغر جاء بالمأذون لغرض الطلاق و جلب فوزي بالاكراه و من الاثار التي تغطي وجه و يدين فوزي تبين انه لم يسلم من التعذيب و العنف....... بسببها كل ذلك بسببها.
تمت اجراءات الطلاق تحت اشراف داغر الذي بدى مرتاحا و هادئا و يملاؤه الزهو و العزة و الفخر بنفسه...... اسئلة و اجوبة من المأذون و منهما اشعرتها بالضيق و الحرج و كادت ان تصرخ تحت وطأة كل ذلك الضغط و الاستفزاز الذي يمارسه داغر عليهم لكنها تمالكت اعصابها و اذعنت لكل شيء المهم ان يتحرر فوزي من سخط داغر و يرحل...... يتركه يخلي سبيله يفك ياقته.
عندما انتهى كل شيء نظر فوزي الى داغر الذي كان يتكلم بكل برود مع المأذون و ضاقت عينيه و لمع بريق غامض بنظرته و شعرت سعاد حينها كأنه جمع كل حقد و كراهية الدنيا لداغر بهذه الساعة و لو بيده سلاح لن يتوانى لحظه عن قتله الان........ لكنه مجبرا على الخضوع و الصمت و الاذعان تحت وطأة شر وعنجهية و نفوذ داغر....... هي لا تحب فوزي و لا تريد ان تبقى زوجة له لكن الوضع هكذا استفزها و اثار غضبها و حنقها كل شيء بقانون و مفهوم داغر يؤخذ بالغصب و القوة و الاذلال و هذا ما ينفرها منه.
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romansaوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...