الفصل الثاني و العشرون...............
ابتسمت ابتسامة خفيفة و قالت بعيون متألقة: "و انا افتخر بذلك............ لم اقصد شيئا سوى ان الناس لم يرتابوا ما دمت ابنة ال مالك........... لم آبه لأسم عائلتي يوما يا مجاهد......... اسفة"
تطلعت سعاد الى مجاهد الذي تلاشت حدته و قال بهدوء: "و الان....... ماذا سنفعل؟"و تطلع اليها بغموض........ قالت سعاد بسرعة: "سأذهب الان.......... يبدو انني تأخرت"
بعد مرور بضعة ايام......... طرقت على باب بيت علوان و كان شعلان معها اذ ارادت زيارة جميلة و عفاف معا.
فتح يحيى الباب و عندما تطلع اليهما تغيرت ملامحه و قال ببرود: "اهلا........... تفضلا.......... كيف حالك يا عمي؟"شعلان و هو يدخل و بتعب و شيء من الانحناء: "بعون الله بخير يا ابني........ اين ابوك؟"
سار خلفهما و شعرت سعاد بالارتباك من وجودها بهذا البيت فمجاهد ملحق الاذى بعفاف و هي و يحيى على خلاف كبير وتوتر.
قال يحيى بجفاف: "تفضلا انا سأخرج لدي عمل هام" التفتت اليه لتجده قد صفق الباب خلفه.
تطلع شعلان بالباب و قال بدهشة: "ما به هذا؟..... و كأنه لم يعير لي اهتمام"
بقيت صامتة و ركضت جميلة اليهما قائلة بتألق و ترحيب و هي تعانق سعاد: "يالمفاجأة اخيرا فكرتما بزيارتي اين امي؟.......... كيف حالك ابي؟"
تأملتها سعاد بامعان فوجدتها رائعة الجمال و مهتمة بشكلها جدا و عندما اقبل علوان جذبتها الى غرفتها و قالت بسرعة: "تعالي يا سعاد لأريك غرفتي لم تأتي منذ تزوجت...... سأريك هذه الهدايا...... اجلسي هنا"
و استمرت جميلة تتكلم و تبرهن لها كم هي مرتاحة و سعيدة و تبالغ ايضا بارتياحها و انسجامها حتى قطبت سعاد جبينها و ادركت ان كل ذلك تظاهرا و تمثيلا لتخفي به الكثير مما تشعر به بداخلها.......... ان جميلة ليست كعادتها ابدا و كأنها واقعة في مأزق و تريد ان تثبت ان قرارها صائب و انها محقة بكل ما تخطوه بحياتها.قالت سعاد فجأة: "ما الامر؟.......... ما بك يا جميلة؟.......حسنا فهمت انت سعيدة جدا و تكادين تحلقين في الفضاء من السعادة............ لقد اوصلت لي ذلك لكن لم تكوني حذرة كفاية حتى اوصلت لي الكثير ايضا"
استدارت جميلة الى الناحية الاخرى و بقيت صامتة........ اقتربت سعاد خلفها و قال بجدية: "المفروض ان تخبريني الحقيقة يا جميلة لست مضطرة لكل هذا التظاهر............ ذلك الزواج احبطك.......... تشعرين اليوم بخيبة الامل؟......... الندم؟"
جميلة و بحدة: "اسكتي........ ماذا تظنين نفسك حاذقة جدا؟"
ثم التفتت اليها و قالت بنظرة ثاقبة: "يحيى اصبح زوجي و هذا هو الواقع"اومأت سعاد ببطء و قالت: "حسنا هذا جيد لكن كوني على سجيتك فأنا افهمك جيدا.............. انت ضحيت من اجلي يا جميلة تزوجت يحيى حتى تدعي امامي خيار واحد للزواج و هو فوزي لأنه مستعد لأنقاذي........... ادرك ذلك يا جميلة"
احتقنت عيني جميلة و ابعدت بصرها قائلة: "انقذي نفسك يا سعاد ارجوك و قبل فوات الاوان قبل ان يبان عليك الحمل و نتعرض للفضيحة حتى اننا الناس لن تتركني بحالي حينها.......... كلنا نضيع لو انكشف امرك............. اما عن يحيى فلم يتوقف من تزوجنا عن تذكيري باخلاقك و استهتارك و يسمعني كلاما جارحا حتى انه صارحني انه ليس له هدف من هذا الزواج سوى ليقترن بفتاة صالحة و ليس لها ان تحب و تعشق الرجال الغرباء .... حتى انه قيد علاقتي بك بحجة انك غير صالحة و انك سوف تسيئين لي.......... تصوري انا قادرة على تحمل ذلك؟......... ساءت العلاقة بيننا حتى انه ينام بسرير منعزل........ انا.......... انا اريد ان اعيش معه حياة طبيعية و يبدو ان ذلك صعبا فهو يريد ان يلغي رأيي تماما و يسيرني على مرامه......... سأسكت و اصبر على فعاله لعله يستقيم معي و يعود الى طبيعته بزوال العارض المؤثر"
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Romantizmوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...