الفصل السادس والثلاثون

229 12 0
                                    

الفصل السادس و الثلاثون..............

و هي تسير في الشارع تطلعت بسيارة تسير باتجاهها و تملكها القلق و هي تراقبها تقترب منها انهم من ال مالك !
فجأة توقفت السيارة قربها ....... ابتلعت ريقها عندما نزل منها رجلان و قالت بفزع: "ماذاهناك؟.......... ماذا تريدون مني؟"
جذبها احدهما من ذراعها و عندما صرخت اغلق فمها بيده و و ادخلاها السيارة بالقوة ........و هي تقاوم بكل قوتها و تصرخ وضع احدهم منديل على انفها و لم تعد تعي شيء بعد ذلك.
.................................................. ...............................

عندما بدأت تستعيد وعيها بالتدريج فتحت عينيها بصعوبة و هي تشعر بالصداع الشديد و كأنها تلقت ضربة على رأسها.........

تطلعت امامها و اعتدلت بسرعة و هي تضع يدها على جبهتها......... تلاحقت انفاسها و جالت ببصرها في المكان و انتابها الرعب, تلفتت هنا و هناك و ترقرت عينيها بالدموع و هي تقول بهمس: "يا الله......... اين انا؟......... لماذا انا هنا في هكذا مكان؟"

وجدت نفسها على الارض في غرفة مظلمة عتيقة مقرفة متسخة يضيئها مصباح خافت بالكاد ترى الجدران الرطبة الكريهة و الارضية الخشنة القذرة و لا شيء غير ذلك ما عدا دولاب خشبي قديم يملاوه الغبار.......
انكمشت في جلستها و احاطت ساقيها و هي تشعر باوصالها ترتجف.......
رفعت بصرها الى السقف و شهقت و وضعت يدها على فمها و هي تتطلع بالحشرات الزاحفة و العناكب ثم صرخت بفزع عندما سمعت اصوات تصدر من الدولاب البشع و اتسعت عينيها على اشدهما عندما لاحظت الجرذان تعبث بالخزانة قالت بصراخ : "لماذا جئتم بي الى هنا؟........... من انتم؟............... ماذا فعلت لتضعوني في هذا المكان؟"

كان صدى صوتها يعود اليها و السكون مطبق عاودت الصراخ: "الا من احدا يتكلم معي؟................ الا احد هنا؟"

حاولت النهوض لكنها عجزت بسبب الدوار المسيطر عليها بفعل المخدر و احاطت جسدها بذراعيها و اجهشت بالبكاء.

مرت ساعتين تقريبا و هي على هذا الحال لا حد كلمها و لا احد افهمها ما سبب كل ذلك؟........... لقد اختطفت من قبل ال مالك ياللمصيبة التي وقعت عليها و على اهلها.
اتجهت الى الباب الحديدي الصغير و كررت المحاولة و طرقت عدة مرات دون جدوى حتى قالت بانفعال و صراخ: " افتحوا الباب............ اكاد اختنق............. بالله عليكم احد يكلمني"

مسحت دموعها و وجهها و هي تتراجع ببهوت عندما سمعت وقع خطوات تقترب ........ تراجعت و دعكت يديها و قلبها يخفق و هي مترقبة لرؤية القادم........... ابتلعت ريقها و هي تتطلع للباب و تستمع الى صوت المفتاح حتى انفتح ببطء و بهتت ملامحها و هي تنظر بشفاه مضطربة الى الشخص القادم.

ظهرت لها امرأة طويلة القامة و جسدها قوي البنية اشبه بالرجال و وجهها صارم الملامح و نظراتها قوية............ تراجعت سعاد خطوات الى الخلف و انزلت بصرها الى يدين هذه المرأة التي كانت تحمل عصا سوداء مخيفة و بيدها الاخرى حبل ضخم قالت بتردد و وجل: "من انت؟.......... من انتم؟"

تقدمت المرأة اليها و قالت بخشونة: "لماذا تصرخين هكذا يا فتاة؟.......... اغلقي فمك و كفي عن ازعاجي"
سعاد و بانهيار: "لا اريد ان ابقى هنا........ اتركوني ماذا تريدون مني؟"

تقدمت منها اكثر و تراجعت حتى التصقت بالجدار قائلة: "ابتعدي........... ابتعدي عني"
امسكتها المرأة بعنف و خشونة و قالت بنبرتها المخيفة: "انت معاقبة على احداثك لكل تلك الفوضى و الصراخ و هذه عقوبة بسيطة لكن لو تواقحت اكثر ستتعرضين للضرب"

قالت ببكاء: "لا ارجوك....... لا توثقي يدي........ ارجوك انا اخاف........... لا ارجوك"

اوثقت يديها خلف ظهرها بقوة و قالت سعاد برجاء و توسل: "لماذا تفعلون ذلك؟...... ماذا فعلت....... اريد ان اقابل الشخص الذي امر بخطفي؟..... من هو؟..... اخبريني دعيني اقابلهم اريد ان اتكلم معهم"

ابتعدت المرأة و صرخت سعاد خلفها: "لا تتركني هكذا يدي تؤلمني....... توقفي"
التفتت اليها المرأة و اشارت لها بالعصا قائلة بوعيد: "اسكتي........... و اعتادي على الامر لأنك ستبقين هكذا طويلا......... و لو سمعت صوتك سآتي اليك و بعقوبة اقسى"
و اشارت لها بالعصا.......... سعاد و بدموع: "اريد ماء"

و اغمضت عينيها عندما اوصدت الباب بقوة خلفها........... جالت ببصرها في الغرفة عبر دموعها و قالت بصوت خافت: "ارجوك يا الله لا تتركني هنا لن احتمل ذلك"

و فكرت بطفلها و خشيت عليه ماذا لو تركوها هنا اياما ربما اشهرا و ربما سيقتلونها او يقوموا بتعذيبها...... لماذا يا ترى حبسوها هنا؟....... معقول ان احدهم عرف بالامر و علموا انها وراء محاولة اغتيال داغر؟....... معقول داغر صحى و اعترف عليها؟........ يا ويلها اذن و بالتاكيد قبضوا على مجاهد و سيقتلونه حتما او ربما قتلوه الان من يدري
........ ما اكثر الحكايات القديمة عن اختطاف الفتيات من قبل رجال ال مالك ربما خطفوها اولئك المرتزقة بدون اوامر من احد شأنها شأن فتيات القرية الاخريات!... من يدري ربما هي الان بيد رجال من بنو حجير خطفوها هكذا ظلما و عدوانا و ربما سيعتدون عليها و بعدها يقتلونها يالخوفها و رعبها و هي لا تعلم ماذا سينتظرها و من خاطفها.
.................................................. ............................

لا تعلم كم من الوقت مضى و هي هكذا حتى جفت شفتيها و شعرت بالجوع الذي الم معدتها و ذراعيها تؤلمانها و ظهرها المها بقوة.... ماذا تفعل؟........ ا تخبرهم انها حامل و تفتضح امرها؟......... سيرحمونها لو علموا يا ترى؟......... ام ان ذلك سيجلب نهايتها؟

صرخت رغما عنها: "اخرجوني من هنا سأموت .......... اريد ماء"

ثم فكرت للحظات ونهضت و ا قتربت من الباب قائلة برجاء: "تعالي ارجوك............... اريد ان اذهب الى الحمام"

انتهى الفصل

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن