الفصل الثالث والخمسون والاخير ج1

298 14 0
                                    

الفصل الثالث و الخمسون و الاخير ج1.............

افلت يديها و هو يقبل عنقها و وجهها و رفعت يديها بسرعة الى صدره لتبعده لكن اصابعها شدت على قميصه بدلا من ان تبعده تشبثت به و كأنها تطالبه بالمزيد من الحب و تلك المشاعر المتوهجة.
امسك وجهها بكلتا يديه و قال و هو ينظر بعينيها و بانفاس مضطربة: "اخيرا...... اخيرا يا سعاد قلتها....... اردت ان اسمعها منك منذ نبض قلبي بحبك..... لا تعرفين ماذا فعلت بي يا سعاد الان باعترافك بمشاعرك........ انت وهبتني حياة بأكملها و قوة و أمل و جرأة كنت افتقدها"

قالت و هي تضع يديها على يديه: "لا اصدق انك تريد ان تتزوج و تتركني!..... كيف تفكر بذلك مع انك تحبني و بيننا طفل؟.... كنت بانتظارك يا داغر..... ظننت انك ستأتي الي بأي لحظة لتخبرنني عن زواجنا نحن و ليس من امرأة اخرى"

مرر يديه على شعرها و قال بمنتهى الصراحة و بريق من السعادة بعينيه: "كنت اشك بمشاعرك نحوي يا سعاد و لا مرة اظهرت لي مودتك و لامرة لمست رغبتك بي دائما هاربة مني و خائفة من قربي..... تنظرين لي بجفاء و نفور و دائما اشعر بنظرة احتقار بعينيك و دائما تطالبيني بالابتعاد عنك....... كنت اترقب تلك الكلمات من شفتيك و احلم بها كل يوم........ حتى الطفل تمسكت به بقوة حتى يكون حبل الوصل الذي يربطني بك طول العمر .......... يكفيني انه ابن سعاد حتى احبه اكثر و اضعه بعيني و وسط قلبي .... بالاخر فكرت ان ابتعد لأنني لم اشأ ان اظلمك اكثر و ان اجبرك و اكرهك على محبتي........ كنت اخشى على الدوام ان تظهري لي محبة مزيفة من اجل الحصول على ابنك....... ما زلت لا اصدق انك تحبينني من اجلي فقط و دون اهداف اخرى....... لا اكاد اصدق........ كأنني في حلم....... سعاد لا تخذليني مجددا....... ارجوك"

وضعت رأسها على صدره و قالت بهمس: "لا تتركني ابدا...... لن اسمح لك ان تبتعد عني........... و الله احبك و الله لم اعرف غيرك بحياتي....... اقسم بالله و بغلاة ابننا ان زواجي من فوزي كان اسميا فقط خشية من ابي و مجاهد و من كلام الناس و فوزي كذب عليك لأنه كان مقهورا و مستاء منك و اراد ان يحرق قلبك و يؤذيك مجرد ردة فعل من قبل انسان عاجز و مضغوط و ليس له الا الكلام ليسترد به شيئا من كرامته"

امسك يديها و قال بسرعة و بريق حزم بعينيه: "تعالي معي يا سعاد"

هي و بقلق: "الى اين؟..... داغر......... داغر ارجوك عليك ان"

كان يسحبها بأصرار حتى توقفت عن الكلام و تركت لنفسها حرية الاختيار بدون تأثير اي ضغوط اخرى........ ستكون مسؤولة عن نتيجة افعالها و استسلامها لداغر.

.................................................. .................................

كانت دموعها محبوسة بين جفنيها و العبرة تخنقها و كل الذكريات الاليمة مرت بذاكرتها بهذه اللحظات و هي تجلس امام داغر و تنظر بعينيه و المأذون الشرعي يخوض بأجراء تزويجهما و داغر يبتسم ابتسامة باهتة و هو يتمعن بعينيها و كأنه لم يصطبر بعد على اي لحظة تبعده عنها.

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن