الفصل الرابع

343 18 0
                                    

الفصل الرابع.....................

صعد معهم و عادت وحدها.......... تملكها القلق و هي تسير في الظلمة الحالكة في ذلك الطريق الذي تحيطة الاشجار من الجانبين و ترآى لها انها سمعت حركة ما!

اسرعت الخطى و هي تتلفت يمينا و شمالا ثم تعثرت بفاصل من الحجارة يقطع الطريق المؤدي الى البيت!

اعتدلت و نظرت من الجهتين فوجدت طريقا فرعيا ضيق جدا و دخلت به مسرعة اذ كان الطريق المألوف مسدودا بحواجز من الحجارة و ربما هذا يؤدي الى مكان معلوم لديها.

انتابها الخوف عندما بدأ هذا الصوت يتضح و كأنه وقع اقدام تتبعها!
اسرعت الخطى اكثر و علق فستانها الطويل بأشواك شجيرة و انتزعته بقوة حتى تضرر و هي مفزوعة من ذلك الشخص الذي يتبعها في الظلام.......... لا تريد ان تتوقف لحظة حتى ان وجهها خدش كم مرة باغصان الاشجار المتدلية امام طريقها و قلبها يخفق ........ بدأت تهرول و تتلفت خلفها ....

ابتلعت ريقها وشعرت بجفاف فمها عندما رأت خيال حالك يتبعها ببطء, تلاحقت انفاسها و شعرت بألم بقدميها ثم غطست قدمها بمستنقع موحل و اخرجتها بسرعة و شعرت بحرقة بها ثم بدأت تفقد سرعتها بسبب التعب اذ يبدو ان هذا الطريق لا نهاية له.

قالت بخوف و هي تبتعد وبضعف: "من انت؟........... لماذا تلاحقني؟....... من انت تكلم؟........... انت تخيفني"
لا جواب يأتيها من ذلك الظل المرعب و ادركت انها في مأزق , ربما هذا قاطع طريق او لصا يعتقد انها تملك مالا او حلي.

اصبح صوت نفسها مسموعا و تخاذلت خطواتها قائلة بفزع: "الا تكشف عن نفسك؟"
توقفت عندما ارتطمت بجذع شجرة و التصقت به قائلة ببكاء: "ماذا تريد مني؟........ لا املك المال و لم اؤذي احدا"

اطلقت صرخة عندما شعرت بيده تمسك جسدها و لطمته على وجهه و ركضت ....... انه رجل! و مخيف ايضا و ينوي الاعتداء عليها.

ركضت بكل طاقتها حتى انعطف الطريق الى ناحية اخرى اقل ظلمة بحيث تستطيع ان تميز شكل ذلك المتتبع المرعب.

التفتت و هي تركض عدة مرات ثم ابطأت الركض عندما لم تجد احدا خلفها.

توقفت و وضعت يديها المرتجفتين على صدرها و بللت شفتيها الجافتين بلسانها و شكرت الله لأنها نجت من مطاردة ذلك الشبح الغامض .
واصلت سيرها ببطء حتى اتسعت عينيها و تراجعت عندما وجدت نهاية الطريق!......... انه جدار لا فتحة و لا منفذ هناك انه طريق مسدود تماما!
استدارت خلفها بسرعة و رفعت ذراعها الى عينيها عندما اضيء مصباح شحن بوجهها...... ابعدت ذراعها ببطء قائلة للشبح الاسود: "من انت؟......... لماذا تطاردني؟......... لماذا اوصلتني الى هذا الطريق المسدود؟"

ابعد المصباح ببطء ليظهر شكله امامها........ اتسعت عينيها على اشدهما و ابتلعت ريقها عندما رأت مطاردها........... انه داغر!

شئ من الندم لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن