لفصل الثالث و الخمسون و الاخير ج2............
تريد ان تحبط كل مخططات مجاهد الذي كان يشقى و يسهر حتى ينجحها و يتحمل شتى انواع العذاب؟
انها ستقضي على عمل مجاهد لمدة اشهر طوال و مؤامرته الكبيرة....... حلمه الذي كان يسعى لتحقيقه طوال الوقت.
ترى لو علم مجاهد بأنها السبب وراء فشله سيسامحها؟
تعرق وجهها و عنقها و كل جسدها و هي تركض حتى بدأت تتكاسل الخطى و تتعثر بأفكارها و مخاوفها و خيط الظلام اسدل على المزارع و بدأت الرياح تهب هبوبا بطيئا و خفيفا... وقفت في منتصف الطريق و اغمضت عينيها..... عليها الاختيار و فورا تعود ام تواصل؟........ تذهب الى بيت علام الظالم المعدوم الضمير الذي يؤذي الناس و يستنفذ اموالهم وجهودهم و يقتلون الابرياء و يتجبرون و تخبره عن هجوم مجاهد و ذلك من اجل داغر حبيبها و زوجها و والد ابنها؟....... مجاهد يريد ان ينقذ القرية من شرهم و من حكمهم المتعسف و لطالما رأته يضرب اليد باليد من شدة ظلمهم و يتنهد و يتحسر ربما لهدف نبيل في نفسه و الا لما يضحي و يضيع سنوات من شبابه و يتخلى عن عفاف و يضطر ان يتزوج من بثينة و يربط نفسه بعدة قيود من اجل الناس........ كانت تتهم مجاهد دائما بالانانية وحب الذات و الجنون لكنها تشك بقرارة نفسها بنواياه ربما كانت مخطئة و ربما مجاهد لديه اهداف لم تفهمها....... لكنه اخطأ ...... اخطأ كثيرا بتحالفه مع العدو...... بنو حجير يريدون فرض هيمنتهم على اراضي ال مالك و ايقاع رجالهم بالاسر ...... لا........ لا يمكن ان تعرض داغر للأسر و القتل....... مستحيل.وصلت الى مشارف الفيلا في وقت متأخر بسبب اعتلالها و مخاوفها و بتعب ارتمت على الاسوار الحديدية و تأملت الحديقة ذات المصابيح الخافتة و تطلعت الى المشارف العالية و ابتلعت ريقها و نادت على احد الحراس قائلة بانفاس لاهثة: "انت يارجل........... اريد مقابلة السيد داغر لأمر هام و ضروري ارجوك............. اتوسل اليك ابلغوه بوجودي هنا"
تطلع بها الرجل من الاسفل الى الاعلى و قال بعدم الاكتراث: "اذهبي يا فتاة السيد داغر غير موجود"
قالت بتوسل: "ارجوك.... دعني اقابل اي شخص هنا .....انت لا تعلم ماذا سيحدث الليلة........... ارجوك دعني ادخل"
قال الحارس الاخر: " اليست هذه هي ذاتها الفتاة المجنونة التي امرتنا الحاجة بطردها ان اتت و طلبت الدخول؟"
قالت بانفاس متقطعة: "بنو حجير سيهاجمون القرية الليلة...... سيهاجمون الفيلا و"
ضحكا معا و اشار احدهما للأخر بأنها فاقدة عقلها و تتفوه بالحماقات...... و بعد ان بالغت بالحاحها قال احدهما بجدية: "السيد داغر خرج قبل ساعة........ و الحاجة الكبيرة سافرت فجر اليوم الى المدينة........ هيا اغربي يا فتاة ممنوع الدخول"
قالت بدموع: "يا الهي....... ارسلوا الى السيد داغر اي خبر بالله عليكم الامر بغاية الخطورة ......... اخبروه اني انا سعاد بانتظار عودته امام الفيلا لأبلغه امر بمنتهى الخطورة"
تطلعا احدهما بوجه الاخر و بقيا صامتين و هي تفرك بيديها حتى تراجعت كالطير المكسور الجناح لا حيلة لها........ ماذا ستفعل؟.....
الوقت مر و تدارك و لا تعلم بأي لحظة سيأتون و يداهمون الفيلا و هي ما زالت خائفة و حائرة ما بين العودة او البقاء او ربما عليها الذهاب الى قصر جاسر القريب من هنا؟....... الاختيار صعب بين اخوها و داغر و ابنها....... و هي الان بصمتها ستخسر الثلاثة و لو تكلمت لا تعلم من سينجو منهم؟........... لا يرضيها هلاك مجاهد ابدا و لا موت داغر و ضياع ابنها و يتمه........ ابنها؟....... من يدري ربما ابنها هنا؟!........ يا الهي!
أنت تقرأ
شئ من الندم لكاتبة هند صابر
Storie d'amoreوضعت سعاد يديها على اذنيها و هي مصدومة مما يحدث امامها و اجهشت جميلة بالبكاء و هم يهشمون الزجاج و يرمون بالكراسي و ادوات المطبخ............... خفض شعلان بصره و امينة احاطت كتفي ابنتها المفزوعة قائلة: "لا تخافي" و تعالت اصوات الصراخ و البكاء في الشار...