البارت 17ج2

113 8 0
                                    

البارت •17•الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب ♥️ الجزء الثاني

خرج من المصعد وهو يمسح دموعه ، ثم أخذ نفساً عميقاً عدة مرات ، قبل أن يدخل إليها ، وضع يده على قلبه الذي يكاد يخرج من مكانه من شدة دقاته المتسارعة وهو يحاول استيعاب ما تفوه به فم ذاك الطبيب .

وأخذ عقله يلقي عليه بأسوأ الاحتمالات ، ماذا لو لم يزول ذاك الشلل ؟ هل ستبقى قعيدة مدى الحياة ؟ آنى لقلبه أن يتحمل شيء كهذا ؟ لا لن يقدر ، رفع رأسه للسماء وأغمض عينيه وهو يدعو داخله ألا يستمر ذاك الشيء بها وأن يزول سريعًا .

ثم تنهد بعمق واتجه نحو غرفتها طرق الباب فأتاه صوتها تأذن له بالدخول ، وفور أن أدار مقبض الباب وفتحه وقعت عيناه عليها طريحة الفراش تنظر له وتعتلي شفاهها إبتسامة لطيفة ثم هتفت وهي تتذمر
: ده كله سايبني لوحدي ؟ وانت عارف إني زهقانه من الرقدة طول اليوم كده ! عايزه أقف على رجليا ونخرج من هنا بس الدكتورة بتقولي لسه شويه ربنا ييسر الحال  .

ابتلع شمس الغصه التي تشكلت بحلقه وأخذ نفسًا عميقاً عدة مرات ثم تنحنح واقترب منها و أحضر مقعد بجوار سريرها وجلس عليه ثم مد يده وأمسك بيدها ووضعها على جانب وجهه ويده عليها دون أن ينطق بكلمة واحدة ، نظرت نور إلى حالته تلك وهتفت متسائلة بقلق : شمس مالك ؟

أبعد شمس يدها عن جانب وجهه ثم قربها من فمه وأخذ يقبلها ويبتسم لها يحاول طمئنتها أن كل شيء بخير ثم رد وهو يحاول التماسك وألا تنفلت دموعه كاشفة أمره

شمس ببعض الهدوء: انا تمام الحمد لله يا قلبي متقلقيش كده .

نور بابتسامة : سمعت إنك ممكن تخرج انهارده .

شمس بتماسك : اها دكتور لؤي كتبلي على خروج .

نور بضحك ولا تعلم أن مزحتها تلك أصابت قلبه في مقتل وهي تقول بدعابه : كويس واحد مننا هيخرج عقبال المكـ.سح الـ ....

قاطعها بغضب وانفعال وقد هاجت مشاعره فجأة وبرز كلام دكتور لؤي وأخذ يتردد على عقله بقوة" نور مصابه بالشلل أحادي في رجلها " " ياريت منتضطرش للتدخل الجراحي " فلم يشعر بنفسه سوى وهو يصرخ بحدة ارعبتها : متقوليش الزفت الكلمة دي تاني سامعه ! .

فتحت نور عينيها وبربشت برموشها لا تستوعب أنه قام بالصراخ عليها بينما هي كانت تمازحه لما رأته مقطب الوجه ، وعابس أيضاً فهتفت بنبرة خافته معتقدة أنه لازال مستاءًا منها : شمس أنا أسفه حبيبي مش قصدي أقول عليك كده إنك مش قادر توقف أو إنك مكسـ.ـح سامحني أنا اللي حاسه نفسي كده بس تعرف أنا مبعرفش اهزر أصلا طول عمري دبش في كلامي وحتى تصرفاتي مبعرفش انا بقول إيه أصلا مفيش واحدة تقول على جوزها كده سامحني .

قبض على يديه بقوة وأغمض عينيه لحظات فهو لا يقصد نفسه وليس مستاءًا منها بل حزين عليها ولا يريدها أن تقول تلك الكلمة لاسيما بعد أن أخبره ذاك الطبيب بحالتها ومخاوفه أو لنقول هواجسه التي باتت تطارده من وقت علمه بحالتها ، تنهد بعمق ثم نهض عن مقعده بينما نور أدارت وجهها للجانب الآخر وهي تبكي ، أمسك شمس بيدها ثم جلس على طرف فراشها وقال : نور حبيبتي أنا مش زعلان منك أنا بس مش عايزك تقولي على نفسك كده مش قصدي عليا يا قلبي ، بس اتضايقت من مجرد التخيل لو ده حصل سامحيني إني انفعلت عليكي ..... نور ...نور بصي لي .

نداء القلب 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن