البارت 15ج2

104 10 1
                                    

(( يا جماعه اغلطوا ودوسوا على الفوت 💔🥺))
البارت •15• الرواية ملك لـ كاتبة نورهان ناصر نداء القلب الجزء الثاني

كان يجلس على الأرض ، وهو يحتضنها بين يديه ،ذراعيه تلتفان حول ظهرها وتُمسكانها جيدًا بينما رأسها مدفوناً في صدره ، شعر ماهر بضربات قلبه تتسارع وكأنما هي في سباق عدو سريع ، تلك الرائحة التي تتخلل أنفه وقلبه هل يعقل أن ما يفكر به صحيح تلك الرائحة التي ظلت عالقة به منذ آخر مرة رآها فيها وكانت قريبة منه عندما حاولت مساعدته ليست كأي عطر فهي لا تضع عطورًا بل رائحة جلدها رائحتها هي .

مد يده بارتعاشٍ وقام بإبعاد رأسها عن صدره ببطء وهو مازال محتفظًا برأسها بين يديه ، وهنا كانت الصدمه ، فتح ماهر عينيه على وسعها ، لا يكاد يصدق ما يراه بعينيه هل هي حقًا بين يديه الآن بل داخل أحضانه ؟ كيف كيف وصلت إلى هنا ؟ همس ماهر بداخل عقله بشرود والصدمة تسيطر عليه : أكيد بحلم ... أكيد بيتهيألي معقول هي بين ايديا ....!

لم يفق من شروده وتحديقه بها وتلقائيًا قد غمرت الدموع عينيه ، وهو مازال ينظر والصدمة تحتل معالم وجهه بينما عينيه تتفرسانها بحب شديد  ، ثم سرعان ما تبدلت نظرته وعقد ما بين حاجبيه وهو ينظر إلى ملامح وجهها الممتلئة بالعديد من الجروح والخدوش وبالرغم من ذلك لازالت جميلة جدًا كما عاهدها ، ولكن هو واثق من أنها هي ، فقط تفتح عينيها لينظر لهما تلك العيون التي أسرت لُبه ووقع في شباكهما سريعاً رافعًا راية الاستسلام و مهما مر العمر عليهما لازالت صورتهما عالقة في منتصف ذاكرته ليس هناك مجال للشك أصلا ولكن رؤية عينيها ستمحي أي ذرة شك بداخله تمامًا كأن لم يكن فقط تفتح عينيها .

هتفت سحر بضيق شديد وهي تنظر لحالة ماهر بتهكم : جرا إيه يا أخ أنت ؟ هو أي اليوم ده كل اللي يشوفها يبلم هو فيه حاجه في وشها عملالكم تنويم مغناطيسي إسمه التبَّلم ؟ .

لم ينتبه ماهر ولا على حرف واحد مما تفوهت به فقد كان في عالم آخر تماماً عالم لا يرى فيه سواها فهو حتى الآن يعتقد نفسه بحلم لا يريد أن يفيق منه  ، هل تحققت أمنيته لقد طلب من الله أن يلتقيها ولو مرة واحدة تلك كانت أمنية بعيدة المنال ، ولكن لاشيء يصعب على رب العباد ، تمنى حتى ولو بالمنام أو أن يعلم فقط بأنها لا تزال على قيد الحياة ، وقد لبى الله له دعائه حقًا الدعاء يصنع المعجزات فقط علينا الصبر وأن نثق في الله بيقين كامل في إجابته لنا فالله لا يرد عبدًا لجأ إليه ورفع يديه يدعوه بتضرع .

عادت سحر تهتف بتهكم وهي تطرق بيدها على كتف ماهر مُتمتمتًا بحدة شديدة : أنت ... يا أخ ... ياسطا فوووق ........ الله إيه ده ماله هو كمان اتجمد ؟

- ههههه يخربيتك اتجننتي ولا إيه بتكلمي نفسك؟ سوري سوري انتي أوريدي كريزي مش لسه هتتجنيني !

التفتت له سحر ونظرت له بنظرة حادة وعادت تنظر إلى ماهر الذي تسمر بأرضه وكأنه انفصل عن هذا العالم .

نداء القلب 🖤حيث تعيش القصص. اكتشف الآن