عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما:
(( قل هو الله أحد )) و (( قل أعوذ برب الفلق )) و (( قل أعوذ برب الناس )) ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
[رواه البخاري]
__________________________________
٨/١٢/٢٠٢٢
(جدى يريد عودتى)
"غريب أمر الحياة، أقابلك فى أشد الأوقات ضياعًا وتشتتًا لتكونى بر الأمان وفى نفس الوقت سلاحًا خائنًا سأطعن به فيما بعد "
"فَرَّتْ وَتَرَكْتُ الْفُؤَادَ يُهَرْوِلُ خَلْفَهَا
وَالْجَسَدُ ثَابِتٌ بِوَتَدٍ لَا عَلَاقَةَ لَهُ بِهِ "
_غيث الحديدى
__________________________________
دخل لمكتبه والغضب يتملكه من كل اتجاه، كيف حدث هذا؟ تمكنت من الهروب من أمام عينيه ولم يرد الصاع صاعين لها بكل بساطة كما اعتاد أن يأخذ حقه فى نفس الثانية دون تهاون أو انتظار .
غاضب لوقع هذا الحدث على نفسه؛ فهو لم يفعل أى شىء لتصفعه، فلمَ تجرأت عليه بهذا الشكل المهين؟! و كونها أنثى يمنعه من الرد عليها حتى وهذا أكثر ما يبغضه !
لو كانت رجلًا لكان فى عداد الأموات الأن.
أراد تحطيم كل شئ فوق هذا المكتب، أراد تمزيق اللوحات التى تزين تلك الجدران العتيقة، أراد أى شئ يلهيه عن هذا الغضب الذى يأكل روحه فى تلك اللحظة وينهش بجسده .
يلقى كل ما يقابل وجهه على الأرض، لايهم أى شئ، كل شئ ، المهم أنه أراد التخلص من نوبة الغضب التى أصابته وزعزعت ثباته الزائف، أطاحت بالتحضر المزعوم خلف البذة الكلاسيكية المنتقاه بعناية شديدة.
وبينما هو فى أوج لحظاته غضبًا وعروقه بارزة بشكل واضح، وجد يدًا توضع فوق كتفه، فالتفت سريعًا والشر يتطاير من عينه ليجد أن تلك اليد عائدة لصديقه
نظر له بغضب شديد ولم يتحدث، لم يرد المناقشة فى تلك اللحظة، فهتف الآخر متسائلًا بقلق واضح :
إي يا"غيث"؟ فى إى مالك؟ قالب وشك كدا ليه؟والأوضة مالها مقلوبه كدا ؟
وبتبصلى كدا ليه؟! هو أنا واكل ورثك لاسمح الله ؟!
كان يتحدث ببعض السخرية كى يلطف الأجواء ويقترب منه مُستغلًا غفلته، لكن المعنى بالأمر دفعه بحدة وهو يقول :
أبعد عنى أنا مش شايف قدامى ومش عايز أتخانق معاك ونزعل من بعض
حالته تلك ليست سوى أمر اعتاد عليه، فهو سريع الغضب وعلى أتفه الأسباب ومع ذلك أقترب "أحمد" منه مجددًا، هتف متسائلًا بهدوء يناقض ملامح وجه القلقة للغاية :
أهدى كده و فهمنى مالك ؟
صلى على النبى بس كدا وخد نفسك براحه وكل حاجه هتتحل بس relax
أبعده "غيث" عن ناظره ثم قال بينما كان يلقى ببعض الأوراق الموجودة فوق مكتبه دفعة واحدة والتى كانت من المقدر أن تكون جمجمة صديقه هى الملقاة على الأرض مع جسده لولا أنه يحاول السيطرة على نفسه رغم استحالة ذلك :
سيبنى يا " أحمد" أنا مش طايق نفسى ولا طايق أتكلم مع جنس مخلوق، فأخرج حالًا وهجيلك بعدين، بس أخرج
كزّ "أحمد" على أسنانه بغيظ من تصرفات صديقه، لكنه حاول تدارك الموقف للمرة التى لا يعرف عددها، ليقول بهدوء بعد أن هبط بجذعه ليحمل تلك الأوراق ويعيدها لمكانها بإعتياد لافت للنظر:
اسمعنى يا "غيث" أنا مش بهزر ولا بحكى قصة دلوقتى
خد نفسك براحه يلا
شهيق، زفير، يلا ورايا شهيق، زفير
و حاول تهدى بس
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
