_٣١_ (كُتِبَ علينا الفراق)

8.8K 382 241
                                    

{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }
* وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ *
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

____________________________________

٢٧/٠٧/٢٠٢٣
(كُتِبَ علينا الفراق)

"من قال بأن الحب كاف لنبذ أى خلاف كان عاشقًا أَحْمَقًا يظن الحياة دائمًا وردية بينما كانت رمادية أغلب الوقتِ"

"ما أريده سهل ومستساغ للجميع إلا لى
يصبح صعبًا ويستحيل تحقيقه.
كأنى أطلب نجمة من السماء أو ربما كوكبًا باسمى وحدى لا يشاركى به أحد حتى السماء تنازلت عنه من مدارها وهبط لى !!!
لا أحد يدرى ربما تحققت تلك الأمنيات العبثية لتصبح الصورة أكثر كارثية ويظل حلمى الوحيد بالأمان قابع خلف جدران المستحيل."
_غيث الحديدى
____________________________________

قضى"مالك" يومين برفقة زوجته فى مدينة الإسكندرية ،أراد الهروب من كل شىء يحيط به ،و لكنه دون أن يدرى كان ينبش قبره بيده و بمساعدة والدته العزيزة ،فأى أم تلك ؟
كان ينتظر الليل ليتمكن من الهروب ،الهروب من الإدعاء و المثالية الزائفة التى يتحلى بها أمام زوجته ،لقد بدأ إضطرابه فى التملك منه ،حتى بات يخرج ليلًا و يجوب الشوارع باحثًا عن أى شىء يلهيه ،لقد بدأ نصفه الثانى فى الاستحواذ عليه بشكل أكبر ،بعدما كان لدقائق بسيطة مرتبطة بظهور ابنة عمه ،أو ملامسة أحدهم لصدره المشوه ، أو تذكيره بما أقترفه بالماضى ،بات الوضع أكبر و خرج عن السيطرة
و زوجته نائمة غافلة عن كل ما يحدث ،نظرًا لحداثة سنها و عدم خبرتها ،تظل طبيبة فى بداية الطريق ،فكيف ستتعامل مع مريض مخضرم ؟ !
مريض يتلاعب به المرض من كل اتجاه ،اضطرابه اقترب موعد ذروته و الكل غافل عنه ،لقد حان الوقت لظهور نصفه الآخر ،المريض كليًا .
"كامل إبراهيم راشد "
شخصيته الآخرى التى كانت كضيف شرف فى الماضى و لكنها باتت صاحبة البيت فى الحاضر فقط تنتظر حركة واحدة ليكون ذلك الجسد تحت تصرفها بالكامل .
إنه كامل ،ذلك المريض المهوس بالإنتقام ،الانتقام من كل شخص فى حياته حتى من يحب و تلك هى الكارثة .

انتقام زرعته والدته بكلماتها المسمومة ،فى طفولته لم يكن سوى الوريث الوحيد لكل ذلك الجاه ،بعدما حُرم عمه من الميراث نظرًا لإختياره الذى لم يرق لوالده على الإطلاق ،ليصبح هو رجل العائلة القادم
تحمل تربية قاسية و معاملة لا تليق حتى بالحيوانات
كان جده يتفنن فى تعذيبه معتقدًا بذلك أنه يفعل الصواب و أنه يعده لتحمل الصعاب ليكمل نسل العائلة و يصبح المتحكم بها .
جد قاسى نزعت منه كل معانى الرحمة
و والدته لا تهتم سوى بالمخطط الشيطانى الذى رسمته منذ الخطوة الأولى لها بذلك المنزل
و بالنسبه لضلع المثلث الثالث ،لوالده ،فهو ليس أكثر من مقعد موجود فى الزاوية لا أهمية له .
لكن لم يقف الأمر هنا ،بل حادث أليم ،شوه جذعه العلوى و كذلك عقله ،بات مريضًا من كل اتجاه ،فما هذا العبث؟

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن