_١٩_ (تطاول على صغيرتى أمام عينى )

11.1K 488 146
                                        

٠٣/٠٦/٢٠٢٤
(تطاول على صغيرتى أمام عينى)

"أيمكننا إعادة اللقاء الأول ؟و عوضًا عن الصفعة
،أقبلكِ "
_غيث الحديدى
______________________________________

لحظات و كان الجميع بالداخل يلتفون حول مائدة الطعام الكبيرة فقد حضر كل المدعوين باستثناء "بسام"
و الذى كان مازال بمنزله يتحدث مع شخص ما عبر الهاتف و بمجرد أن أنهى هذا الاتصال ،طلب رقمًا آخر و لكن كانت الصاعقة هنا ،فقد كان يتصل "بالباشا" و يصدر رنين هاتفه من المنزل المقابل .

حيث أخرج" العم طارق " الهاتف من جيب بنطاله و ما أن رأى اسم "بسام" حتى أغلق هاتفه بالكامل كى لا يزعجه أو يكتشف حقيقته
حقيقة أن "الباشا "ما هو إلا والد زوجة "غيث"الراحلة
حسنًا هنا سنقف قليلًا ،أ كان والدها هو السبب فى رحيلها للأبد ،ما هذا العبث ؟

تأفف"بسام" بشدة و قرر الذهاب للمنزل المجاور و تلبية تلك الدعوة ،فقد سبقه ابنه ،دخل المنزل بهدوء و رحبت به"ياسمين" قائلةً:
أخيرًا جت يا أستاذ بسام ،كلنا مستنينك
رمقها شقيقها بنظرة حارقة و قال بتذمر :
ايه كلنا دى ؟ أنا مش مستنى حد ،متتكلميش على لسانى بعد كدا
ضربه "غيث"بخفة على كتفه و هو يقول بهمس كى لا يسمعه أحد غيرهما :
أنت متعرفشى حاجه اسمها حسن الضيافة ؟
حرك"أحمد" رأسه نافيًا و قال بسخرية بينما كانت نظرته مصوبة مباشرة لذلك الواقف أمامهم :
لا مخدتهاش فى ال nursery
زفر "غيث"أنفاسه بضيق و شرع كل المدعوين فى تناول الطعام فى جو هادىء يخلو من أى مناوشات حادة أخيرًا

أمسية هادئة و وجبة طعام دسمة و صغيرته تجلس أمامه
أ يكون حلمًا جميلًا أم واقعًا أجمل بكثير ؟

....................................................................

فى منزل "الست فاطمة"كانت تجلس بغرفة ابنتها تقوم بعمل كمادات المياة الباردة لعلها تساعد فى خفض حرارة تلك المسكينة و التى كانت فى عالم اخر ،نائمة لا تشعر بشىء على الإطلاق
ظلت "الست فاطمة" بقربها تهتم بها و ترعاها إلى أن شعرت بأن درجة حرارتها هبطت قليلًا لتقترب من المعدل الطبيعى ،حينها تنفست الصعداء و دثرتها جيدًا ثم خرجت و أغلقت الباب خلفها بهدوء كى لا تستيقظ

كانت "الست منى" تنتظرها فى المبطح حيث كانت تساعدها فى إعداد الطعام و ما أن رأتها أمامها حتى هتفت متسائلةً بتوتر و قلق:
حرارتها نزلت و لا لسه يا فاطمة؟
أومأت "الست فاطمة " برأسها و قالت بعد أن جلست على أحد المقاعد و أخفضت رأسها بيأس :
أه نزلت الحمدالله يا منى ،أنا مش عارفه بجد هى بقالها يومين مش بتاكل كويس و عطلول زعلانه ،خايفه أكون قصرت فى حقها يا منى ؟
اقترتب "منى"منها و مسدت على كتفها برفق و هى تقول :
بطلى تأنبى نفسك على حاجة أنتِ ملكيش أى ذنب فيها يا فاطمة ،دى أمها لو كانت عايشه مكنتش عملت كل اللى عملتيه دا ،أنتِ ضحيتى بنفسك و سعادتك عشانها
رفعت"فاطمة" رأسها و قالت بقوة و ثبات :
و معنديش مانع أضحى بالباقى من عمرى ،بس تبقي مبسوطة ،ديما مش بس بنتى ،دا بنت أعز انسانه على قلبى ، ولاء مكنتش بس أختى دا كانت أمى و صاحبتى و أعز حد على قلبى ،أنتِ عارفه هى علمت ايه عشانى من و أحنا صغيرين ،ولاء كانت ملاك و ديما طالعه شبهها يا فاطمة
ابتسمت "منى"لها و قالت بهدوء:
الله يرحمها ،كانت و نعم الناس و ربنا ينتقم من اللى كان السبب
زفرت"فاطمة" أنفسها بألم و قالت بعد أن لاحت أمامها صورته :
حسبي الله و نعم الوكيل فيه ،عمرى ما هسامحه على موت أختى و كسرت عيالى ،ربنا ينقتم منه يارب

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن