١٨/٠١/٢٠٢٤
(لحن النهاية )"لِمَاذَا أَشْعُرُ هُنَا بِتَحْطِيمٍ أَيُسْرِى؟!
وَبِأَنَّ الْعَالِمَ بِأَسْرِهِ ضَاقَ وَلَمْ يَعُدْ يَسَعُنِى"
_غيث الحديدى______________________________________
وقفت فى شرفة ذلك المنزل البعيد والذى اختلت بنفسها به بعد عراكهم الآخير، فرت من تلك العلاقة وكل ما يدور حولها، سئمت من مناوشتهم المستمرة منذ أشهر ولا جديد، ثابت على موقفه ولا يفعل أى شىء كى ينهى الأمر، يخوض حروبًا مع الكل ولا يمكنه أن يتنحى لأجلها.
وقررت هى منذ ليلة أمس بأن تضع حدًا لتصرفاته العنيفة ولمشاعرها المتدفقة له.
لا تدرى من منهم يستغل الآخر ؟! ولكن بات الأمر لا يحتمل على الإطلاق، لن تتمكن من رؤيته مجددًا مغطى بالدماء سواء منه أو من غيره.
تركت الكل و ربحت نفسها أو هكذا ظنت .لمحت سيارته بالأسفل، ظنت للوهلة الأولى بأنها تتوهم فمنذ أن تركت منزلهم وهى تفكر به، لكن كان صوت المفتاح بالخارج أكبر دليل على حقيقة ما يحدث، وأنه هنا بالفعل، ليعود مجددًا جحيم الأمس، لكن بصورة أكثر وحشية .
هرعت للصالة وما أن تلاقت أعينهم فى لحظة صمت قصيرة، وكأنه يريد أن يقول
"ألم نتعاهد على السير معًا ؟! فلم إذًا الخذلان والألم؟!"
لكن كانت أعينه من جهة ولسانه من الجهة الآخرى، إن كان يبحث بعينيه عن سبب للبقاء فلسانه يلقى كل كلمات الفراق :
كنت فاكره إنى مش هعرف مكانك، وهتهربى منى ؟! فاكره نفسك متجوزه عيل صغير مش هيعرف مراته هربت على فين ؟! ولا فاكرانى هقعد استناكى ذليل، عويل، مخذول يا حرام ومش قادر يعمل حاجه غير أنه يستنى الlady "رنا" تحن عليه وترجعله؟!
تقدم ناحيتها وهو يحل ربطة عنقه بغضب لم يخل من العنف وتراجعت هى للخلف وبعض لمحات الخوف تعلو وجهها وهى تقول بإضطراب واضح :
"غيث" أنا.........
دفعها للحائط بعنف غريب وهو يصرخ فى وجهها رافضًا أن تنبس بحرف إضافى :
أنتِ تخرسى خالص، زمن الكلام ولىصدمة وألم امتزجا بإحساس الإهانة الكبير، حاولت أن تكتم شهقاتها فقد دفعها بقوة حتى ظنت بأن قطب جُرحها القديم فُتِحت
و لم يصمت هو، أخرج مفاتيح سيارته و ألقاها على الأرض بعشوائية و هو يقول بينما يحكم قبضته عليها :
مفاتيح العربية عندك عشان لما تمشى من هنا لوحدك
رغم الألم و لكنها قاومت حاولت أن تستعطفه بنظراتها، فدائمًا ما كانت سلاحها معه، و لكنه لم ينجرف خلفها للمرة الأولى و أكمل ما كان يود فعله، خلع ساعة يده و ألقاها على الأرض لتتحطم شاشتها العلوية و هو يقول بمقت:
و دى بقى ساعتك، زهقت من اللعبة السخيفة اللى بنلعبها على بعض
صرخت بقوة بالتزامن مع صوت التحطيم و تناثر زجاج الساعة و لكنه كممها مرة واحدة بكف يده و قال :
ششششش، مش عايز اسمع صوتك
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...