اقتباس(الحب وحده لا يكفى)

2.9K 153 30
                                        

٢٣/٠٩/٢٠٢٥
(الحب وحده لا يكفى)

"شهرين يا بخيل.....ستين شمس وستين ليل "

كانت تلك الجملة الأولى التى أطربت مسامعه ما أن فتح الباب ووجدها أمامه بعد فراق مؤلم لكليهما، ستون يومًا دون أن يرى تلك المُقل، دون العناق الذى أدمنه والرائحة التى يعشقها، دون خصلات الشعر الخفيفة التى يحب ملامستها وينعم برؤيتها حين يداعبها الهواء، دونها ......
وهذا وحده يكفى ليصاب بالجنون .

لم يتمالك نفسه وجذبها بقوة وهو يغلق الباب ويحتجزها بين ذراعيه، يتنفس بحرارة ولا يصدق أنها هنا بينما كانت هى غارقة فى ملامحه، اشتاقت له والدفء الذى يمنحه لها وقبل أن يهمس بأى حرف قالت :
بتعشق وجعى ليه؟! أهون عليك ؟!
حرك رأسه نافيًا المغزى من كلماتها وقال بصدق دون أن يحيد ثانية عنها :
عُمرى كله فدا اللحظة دى
ولكنها رفضت تلك اللعبة التى يمارسها عليها، رفضت كلماته الرقيقة التى ترفعها للمساء فى لحظة ومن ثمّ يأتى بفعل يدفعها للأرض بقسوة :
بياع كلام، وغصب عنى بصدقك
ارتفعت أنامله لوجنتها، تلك الحركة التى تلين معها ويقول بثقة هى سببها، مشاعرها الفاضحة:
عشان قلبك ملكى من زمان
ابتسمت رغمًا عنها، وسخرت من وضعها ومشاعرها فى جملة واحدة :
قاسى على ممتلكاتك ليه ياباش مهندس؟!
مش حرام عليك كدا

_حقك عليا يانور عنيا
فى السابق تلك الجملة كانت كفيلة بنهاية الخلاف واقتلاعه من جذوره ولكنها تعلمت على يد خبير ولم تعد تلك القطة المسالمة، تعلمت التصريح بمشاعرها دون خوف أو رتوش تجميلية.
ضربته بقوة فى صدره، وكأن ذكريات الحزام الأسود عادت من جديد بينما كانت الكلمات تنساب من بين شفتيها بكل صراحة :
أنا مش مسمحاك يا "غيث"، مش مسمحاك على كل ليلة عدت عليا من غيرك، مش مسمحاك على قسوتك وهجرك ليا وكأنى شىء ملوش أى قيمة عندك، مجرد قطعة أثاث ممكن تجيب غيرها فى ثانية زى ما حصلت قبل كدا وأنا لسه على ذمتك.
ليه خلتنى أدمن وجودك وحضنك وفجأة كدا تختفى وكأن ملكش أى وجود؟!
كأنك سراب أو مجرد خيال عدى عليا، تخيلات مريضة لوحده كانت ضعيفة وخايفه من الوحدة
ليه بتعمل فيا كدا؟! مبسوط بسلطتك عليا ؟! بتنتقم من رفضى ليك زمان
دا مش عدل أنا كنت مريضة وقتها، مش طبيعية وأنت عارف وفاهم دا

انسابت العبرات من مُقلها وهى تقول الكلمات الأخيرة:
ملكش أى حق فاللى عملته، ومفيش أى مبرر
أنت ظالم على فكرة
تعرف جيدًا نقطة ضعفه ولم تستغلها يومًا بل تأتى فى الوقت المناسب ويتنازل هو مهما كان قراره معاكس
قال بنبرة أقرب للرجاء:
بلاش الدموع دى ......
سخرت منه وهى تضرب مجددًا أسفل الحزام بدهاء أنثى لم تتعمده :
بقالى ستين يوم دموعى مفرقتش وشى فمتعملش نفسك مهتم دلوقتى
التقط نبرة السخرية وتساءل كى يضع الأمور فى نصابها الصحيح ربما :
بمثل قصدك ؟!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 2 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن