_٧_(أشباح الماضى تطاردها)

8.5K 419 84
                                    

٢٠/٠٤/٢٠٢٣
(أشباح الماضى تطاردها)

"لم أكن ضعيفًا، لكن الخصم غالي ونظير غلائه ذلك أضعت نفسى بغبائى"

______________________________________

تمر الأيام سريعًا ولا يمكن لأحد ملاحقتها، قد تكون سعيدة مع فرد وتعيسة مع الباقى لكن ألا يحق لمن عانى منذ ولادته ببعض التهليل ولو كان فى غير محله ؟

كانت "ديما" تقف بسعادة أمام بوابة الجامعة، تشعر بالفخر و الرضا؛ فاليوم هو بداية عملها كأحد أعضاء هيئة التدريس بعد عناء دام لأعوام عديدة واجتهاد ومثابرة تخطت حدود إمكانياتها المحدودة نظرًا لوضعهم الإقتصادى.
دخلت للغرفة التى ستلقى بها أول كلماتها على طلاب يصغرونها بخمسة أعوام .

لكنها ابتسمت فجأة حين وجدته يدخل من الباب ويقول:
أنا جيت أرحب بأصغر عضو معانا وطالبتى النجيبة السابقة وزميلتى الجديدة حاليًا
أسرعت"ديما" له دون الأخذ بالاعتبار هيئتها أمام الطلاب وقالت :
فرحت جدًا أنك جيت
ابتسم بهدوء وقال:
مينفعشى أضيع أهم يوم فى حياتك بعد كل السنين دى، أنتِ أختى الصغيرة يا "ديما" وأكيد هفرح لما أشوفك ناجحة ومحققة حلمك دا غير إنى مثلك الأعلى وفخور بيكى

"ابدأى الشرح ولو احتاجتى أى حاجه هتلاقينى فى المكتب"
قال ذلك ورحل بهدوء بينما وقفت هى للحظات تتابع أثره وغلى وجهها ابتسامة بلهاء رغم حزنها من حديثه لكن ماذا تفعل؟! فالقلب إن هوى تحمل أى شىء حتى الجفاء ؟
لحظات وعادت تباشر عملها بإتقان؛ فذلك ما تحب أكثر من أى شىء فى العالم.

__________________________________

يعملان مع بعض الطلاب على مشروع قد طُلب منهم حيث تم تقسيم العمل على كل منهم بالتساوي عدى اثنتين، تكاسلا عن العمل مما أدى إلى تحمل الآخرين أكثر مما طُلب منهم
وكالعادة لم تتحمل "وعد" ذلك الظلم واعترضت بشدة، لكنها الوحيدة المتمردة، و الباقى لا يريدون إثاره البلبلة أو المشاكل حتى و إن كان فى المقابل العمل لوقت إضافى وجهد مضاعف

حاولت "رنا" امتصاص غضب صديقتها وقالت :
سيبك منهم يا "وعد"
كدا كدا لو كانوا اشتغلوا معانا كان المشروع هيفشل، كويس أننا مش بنتعامل معاهم من الأساس
البُعد عنهم غنيمة
حركت"وعد" رأسها رافضةً حديث صديقتها وقالت بنبرة جامدة لا تقبل النقاش:
برده لا
أنا ميعجبنيش الحال المايل دا، يعنى ايه نشتغل شغلهم ؟ليه كنا جوارى عندهم وأنا معرفشى ؟
ست" أميرة و ناهد" اللى على أديهم نقش الحنا دول
دب ناقوس الخطر بعقل "رنا"، فهى تعرف صديقتها جيدًا ومدى تهورها، فقالت فى محاولة بائسة منها لإحتواء الموقف قبل أى خسارة متوقعة :
طب هدى نفسك بس عشان دكتور "أحمد" داخل علينا أهو ومش عايزين شوشرة، بلاش نخسر درجات أرجوكى.....أنا عايز أرتب يا "وعد"
وضعت"وعد" يدها بخصرها وقالت بسخرية:
يعنى ايه يعنى، هخاف مثلًا؟
يعيش البجح على قفا المكسوف يا" رنا "
و أنا بقي مبتكسفشى وبجحة الاتنين سوا

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن