٠٧/٠٤/٢٠٢٣
(غيث واحد لا يكفى)
"أُرِيدُ الْإِخْتِبَاءُ بَيْنَ ثَنَايَا ضُلُوعِكِ
فَتُصْبِحُ ذِرَاعَيْكِ سُتْرَةً تُحِيطُ بِهَشَاشَتَى
أُخْفِيهَا عَنِ الْكُلِّ إِلَاكِ صَغِيرَتَى
فَهَلْ مِنْ مُتَّسِعٍ لِى ؟!
مُتَّسِعٌ لِنَاضِجٍ حَرُمَ مِنْ طُفُولَتِهِ
وَكَهَلَ تَفَنُّنُ الْحَاضِرُ فِى كَسْرِهِ"
_غيث الحديدى
_________________________________
صباح يوم جديد
وقفت "ياسمين " فى المطبخ تعد مشروبًا دافئًا كى تحتسيه فيوم العطلة الذى منحه " غيث " للموظفين وسعد به الجميع .
قررت إعادة ترتيب أثاث المنزل؛ فقد سئمت من النظام القديم وأرادت بعض التغيير، ولحسن حظها أن شقيقها ليس بالمنزل؛ فقد اصطحبه "غيث" للمركز للرياضى كى يهدأ قليلًا ويكف عن مضايقة الجميع بحديثه وسخريته التى لا معنى لها .
أنهت ترتيب الغرف الداخلية وتبقي الردهة والصالة الرئيسية وبعض الجوانب الضيقة لكنها سمعت طرقًا خفيفًا على الباب، ظنت أن شقيقها عاد مبكرًا وهى تطالع الساعة المعلقة على الحائط، وزفرت بيأس فلم يكد يمضى على رحيله سوى ساعة واحدة تقريبًا ومازال المنزل فى حالة فوضى.
ذهبت لفتح الباب على مضض ولكنها تفاجأت بطفل صغير يقف أمامها، يبتسم بطريقة ساحرة ويقول بينما كان يحمل بيده زجاجة عصير كبيرة :
اذيك يا طنط
أنا "غيث بسام صالح النويرى"
أنا وبابا جينا امبارح سكنا هنا قصادكم فى الشقه دى
قال ذلك بينما كان يشير بأصابعه الصغيرة للباب المقابل، ابتسمت له وقالت بترحاب :
أهلا يا "غيث"، اتشرفت بمعرفتك
ابتسم الصغير لها ثم قال بينما كان يناولها تلك الزجاجة التى بيده :
وأنا كمان
معلشى ممكن تفتحيلى ازازة العصير دى عشان جامده عليا ومش عارف
أخذت الزجاجة منه وقامت بفتحها فى حركة واحدة ومن ثمّ ناولته إياها ولكنها وقفت أمامه تنتظر أن يرتشف منها بعض القطرات، وحاول هو رفعها ولكنها ثقيلة ولا يمكنه أن يرفعها لمستوى ثغره بسهولة فقالت هى سريعًا:
تحب أجبلك كوبايه عشان تشرب فيها ؟!
أومأ الصغير برأسه وقال برجاء:
أه ولو عندك بسكويت هاتى أصل بابا نزل يجيب أكل ولسه مرجعش وأنا جعان أوى
هبطت"ياسمين" لمستواه و قالت بمرح :
تحب أعملك فطار كبير قوى بدل البسكويت دا
أومأ الصغير برأسه فرحًا من عرضها
فنهضت و أفسحت له الطريق كى يدخل ،و لكنها فكرت للحظات حين يأتى والد الصبى و لا يجده بالتأكيد سيقلق ،فخطر ببالها فكرة لطيفة ،أحضرت ورقه بيضاء و كتبت عليها
"ابن حضرتك غيث فى الشقة اللى قصادك متقلقش "
ثم قامت بإلصاقها على الباب بفعل شريط لاصق
نظرت لما فعلت برضا ،ثم دخلت للمنزل لتعد الإفطار بحماس
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
