٢٨/٠٤/٢٠٢٣
(رفضها يصيبنى بالجنون)"أين المفر من حبك ؟ وهل يود المرء سوى حبك"
_غيث الحديدى______________________________________
فى المشفى العام
صوت سيارة الإسعاف يصدح بشكل مرعب والجميع يهرول لإنقاذ ذلك المريض بأى شكل
محمولًا على العربة المتنقلة ومتجهين به إلى غرفة الطوارئ مباشرة بينما بالخارج يقف ابنه والتوتر والخوف يتلاعب به
لا يفكر فى والده كل ما يهمه ألا تكون هناك أى شبهة جنائية تطيح به وبمستقبله، صدقًا ما هذا الجحود ؟
لم يخاطب أبناء شقيقه الراحل، أراد أن يطمئن على نفسه أولاً ثم يفعل ما يحب فعله فى مثل تلك المواقف
و ما هى إلا لحظات وخرج الطيب وقاا بعملية شديدة :
للآسف مقدرناش ننقذ المريض، البقاء لله
أنهى حديثه ورحل بمنتهى السهولة وظل "عماد" واقفًا يحلل كلمات الطبيب لكى يطمأن على نفسه بعد كل شىء........حقًا جحود لا يحتملبعد مدة قصيرة كان"أحمد"يهرول بأروقة المشفى مرتديًا ملابسه المنزلية وخفه المضحك لم تتح له الفرصة للتبديل حتى؛ فبمجرد أن هاتفه عمه هبط سريعًا غير عابئ بمظهره ولم يوقظ شقيقته
خشى أن تصاب بأزمة هى الآخرى من هذا الخبر الكارثى والصاعق على الكل، القريب والغريبوقف أمامه آخيرًا وبدأ يلتقط أنفاسه بصعوبة بعد وصلة طويلة من الهرولة سريعًا حتى يصل له.
وجده يجلس على إحدى المقاعد منكسًا رأسه للأسفل
قال "أحمد" بينما كان يضع كف يده الأيمن على موضع فؤاده من شدة إضطرابه :
جدو خرج من أوضة العمليات ؟!
لم يكن"عماد" قد أخبره بعد حيث فضل أن يعلمه بالحقيقة فى المشفى أمام الكل، كى يحبط الدور جيدًا، رفع رأسه وقال بنبرة حزينة :
جدك مات يا "أحمد"
أبويا البر باقيلى من الدنيا مات
وقع الخبر عليه كالصاعقة المدوية وسقط على الأرض جاثيًا، اتسعت حدقتيه من الصدمة وحرك رأسه مرارًا وتكرارًا كتعبير على رفضه لما سمع .
لم يتحدث بل ظل فى حالة الانكار تلك والصدمة بينما حاول "عماد"دفعه للأمام لاكمال الإجراءات و استلام جثمان المتوفى بهدوء
صدقًا جحود ذلك الشخص يثير الاشمئزاز بجدارةبعد فترة
كانت الأجواء مظلمة للغاية فالجميع يرتدى ملابس يغلب عليها اللون الأسود باكتساح ويقف "أحمد" فى بداية الرواق يأخذ العزاء، عزاء جده الوحيد
صامدًا بشكل غريب، لا دموع ولا شهقات بل كان كالتمثال يقوم بدور معين وينتظر رحيل الجميع لينهار ويزيح عنه كل ذلك الكتمان والستائر الداكنة التى تخفى خلفها طفل وحيد فقد جزء آخر من عائلته الصغيرةوقف "غيث" بقربه، يراقبه ويعلم جيدًا بأنه يعانى؛ فقد كان يحب جده بشدة والذى تولى رعايتهم منذ الصغر بعد وفاة أهله
والأن رحل هكذا بكل بساطة دون حتى أن يتسنى له فرصة للوداع
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Acciónمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...