بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ ١ ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ ٢ لَمۡ يَلِدۡ وَلَمۡ يُولَدۡ ٣ وَلَمۡ يَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ ٤ }
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ______________________________________
٣١/١٢/٢٠٢٣
(نُقُوشٌ مُتبادلةٌ)"بالأمس نقش أحدهم على جسدى، و اليوم أطلعنى أحدهم على نقوشه الخاصة، و بين كل نقش و الآخر...حياة سُلبت"
______________________________________
فتح الباب بعنف و هو يوشك أن يقذف بسُبة لعينة لنفسه على مشاعره الفاضحة و الأوهام التى تطارده فى صورة أحب الأشخاص لقلبه، و لكنها منحته ابتسامة اشتاق لها و جملة زعزعت كل ثباته المزعوم أمامها :
"وحشتنى عنيك، متغبش عنى تانى "
كررتها، نفس جملته السابقة حين كان بالمشفى و قابلها للمرة الثانية.
حينها لم يتمكن من الصمود و أدخلها عنوة للمنزل
مُحتجزًا إياها بين جسده و الباب المُغلق من خلفها، تعالت وتيرة أنفاس كل منهما و تعلقت أعينهم، و يبدو أخيرًا أنه ليس حلمًا بل واقع، هى حقًا بين ذراعيه.بات صوت ضربات قلبه عنيفًا بشكل لا يمكن وصفه، و هى لم تكن بأفضل حال، و بين لحظات الصمت الطويلة و النظرات الخافتة من جانبها و الثاقبة من خاصته، صدح صوته فى النهاية بطريقة أشبه للهمس:
أنتِ هنا بجد؟! أنا مش بتخيل صح ؟!
حركت رأسها بتأكيد و قالت بنبرة رقيقة :
أنا هنا بجد
لكنه لم يصدق، ظن أن ما يحدث مجرد حلم آخر من أحلامه التى لا تنتهى، فقال و هو يحرك رأسه يمينًا و يسارًا:
مش مصدقك يا "رنا"، عقلى رافض يصدق
أجابته و هى تقف على أطراف أصابعها لتكون بمحاذاته قليلًا:
أعمل ايه عشان تصدقنى ؟ أقرصك مثلًا ؟!
لم يكن قريبًا منها بشكل كبير و لكن بعد كلماتها تلك ابتعد للخلف و هو يقول بسخرية :
لا خلاص كده أتأكدت أنك هنا فعلًا، أنتِ "رنا" اللى أعرفهالاحظ حالتها أكثر ما أن ابتعد، ملابسها شبه مبللة بالكامل و أطراف أصابعها ترتجف بعض الشيء، لذلك قال سريعًا بقلق:
ثوانى هجبلك حاجه تلبسيها قبل ما تاخدى دور برد
التفت مُسرعًا باتجاه غرفته و لكنها أوقفته هاتفة باسمه بنبرة أطاحت به للمرة الثانية :
"غيث"
قابلها بنظراته مُنتظرًا أن تكمل حديثها، و لكنها صامته، فقط تطالعه فهتف هو متسائلًا بفضول :
فى ايه ؟!
ابتسمت بخجل و قالت و هى تخفض رأسها للأسفل تتحاشى الوقوع أسيرة لنظراته المعتادة :
مفيش، كنت عايزه أتأكد أنك قدامى فعلًا
تحرك قدمها بعشوائية و يدرك هو أنها تشعر بالخجل، أراد أن يستمتع بتلك اللحظة لأطول فترة ممكنه فاقترب منها أكثر و فى نفس اللحظة صدح صوت إحدى الدرجات النارية التى تمر فى نفس المنطقة :
واحشني و الله واحشني
و مين يقولك مين ؟
ده اليوم ف بعدك سنة
و ياعيني ع الصابرين
ما بتسألش ليه ؟ زعلان ولا ايه ؟
نتعاتب عاتبني
و ان كنت مخاصمني تعالي
تعالي و قولي تعالي
أصالحك بإيه ؟
كان السائق يستمع لتلك الأنشودة من خلال المذياع الخاص بدراجته، و دون أن تدرى وجدت البسمة تتراقص فوق ثغرها فقد فضحتها تلك الأنشودة فى أنسب وقت و ضاع هو أمام هذا المشهد متمتمًا بلوعة:
I burn for you
كست الحُمرة و جهها رغم أنها لم تستمع للجلمة كاملة و لكن طريقة لفظه بها أربكتها، و قال هو سريعًا بعدما انتبه لما تمتم به دون وعى :
آسف هجيب الهدوم حالًا
غادر سريعًا لغرفته يبحث بين خزانته عن ملابس تلائم حجمها، ظل لدقائق لا يملك أدنى فكرة عن أى قطعة قد تناسبها، فالفارق بينهما كبير و لكنه سحب ما طالته يده و خرج يناولها إياه.
أخذت تلك الملابس على استحياء و أشار لها بمكان المرحاض و قبل أن تدلف صدح صوت مذياع سيارة من الخارج هذه المرة و كانت الأنشودة تناسبه هو و كأنها تنم عما بداخله
"أول ماشفت عينيك حنيت
صوتك خطفني من الملكوت
و عرفت اني خلاص حبيت
و عرفت ان الحب له صوت"
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...