٢٧/٠٥/٢٠٢٣
(أخوض لأجلكِ ألف حرب )"يا ضيعةَ العُمرِ إن لم تكن به "
_لقائلها***********************************
كانت "رنا"ستبدأ بالإعتراض و توضيح موقفها لكن جدها لم يدعها تكمل حديثها ،حيث قال بقوة :
لا هتطلبى و هديكى يا بنت ابنىو بالخارج كان "مالك" يمسك بمقبض الباب و يهم بالدخول ليحدث جده فى أمر ما هام
قطع تلك الورقة من دفتر الشيكات و ناولها إياها فى نفس اللحظة التى دلف "مالك" فيها و هو يقول دون الإنتباه لوجودها :
شحنة القماش الجديدة وصلت يا جدى ،بس لقيت كذا توب تالف فمحتاجين نخصمهم
تسمرت"رنا" بمكانها و لم تتمكن من الالتفات أو التحرك بعيدًا ،بينما "مالك" كان غافلًا عن تلك الفتاة فى البداية لكن ما اقترب حتى علم بهويتها
زفر"مالك" أنفاسه بضيق شديد و حاول بشدة أن يتحكم بنفسه عن طريق إحكام قبضته على المقعد الذى وقف خلفه ،بينما كانت"رنا" تقف أمامه مباشرة و جدها فى المنتصف خلف مكتبه
نظرات متبادلة غريبة ،كأنهم ينتظرون طرفًا رابعًا هو من سيتحدث و ينهى كل تلك المعركة الصامتة
و بالفعل هذا ما حدث ،حيث دلفت "عفاف" و هى تهتف باسم زوجها :
مالك ،يلا عشان الغدا
لكنها صُدمت ما أن رأت هذا المشهد أمامها و اقترتب سريعًا تمسك بكف زوجها ،كأنها تخبره بأنها هنا بالقرب منه ،و لم يحدث أى شىء ضد رغبته الحقيقة ،لن يكون هناك أى سوء ما دمنا سويًا
رمقتها "رنا" بحسرة و ألم ثم رحلت بهدوء دون أن تتفوه بحرف واحد ممسكةً بتلك الورقة و التى لأجلها دخلت هذا الجحيم مجددًا
اتجهت"رنا" للباب الخارجى لكن قبل أن تخطو خطواتها الأخيرة ،وجدت من يمسك بساعدها فالتفت بفزع و لكن ما أن رأت هويتها حتى اطمأنت ،لكن هيهات
حيث صاحت "مايا" بحدة :
متجيش هنا تانى يا رنا
البيت دا أنتِ خرجتى منه بمزاجك ،فمترجعيش ليه تانى أحسنلك
اتسعت حدقتيها بذهول من تلك الطريقة و هتفت متسائلة بحيرة :
أنتِ بتكلمينى كدا ليه ؟ هو أنا زعلتك فى حاجه ؟
و بنفس الغموض قالت"مايا" بينما كانت تدفعها للخارج بخفة :
أبعدى يا رنا ،ابعدى عننا عشان الأذيه أوقات بتيجى من أقرب الناس
أمسكتها "رنا"من يدها لكى تتوقف عن دفعها لها و قالت بتهكم ؛
و أنتِ فاكره أنكم أقرب الناس ليا ؟
زفرت"مايا" أنفاسه بضيق و قالت بقلة حيلة :
مش هقدر أشرحلك ،بس صدقينى مجيك هنا أكبر غلط
و تركتها متجهةً لغرفتها ،فهى لا يمكنها التوضيح ،لا يمكنها أن تسبب الأذى لوالدتها مهما حدث ،لكن هل تلك الأفعى تحتاج لمن يدافع عنها ؟ أنها أساس كل تلك المشاكل و العقد من البداية..................................................................
خرجت "رنا"من هذا المنزل بقلب مفطور ،محطم ،الجميع تمكن من إكمال حياته ،إلا هى
هى الوحيدة التى تعانى دون أن تجد نهاية لهذه المعاناة
ذلك الوغد تزوج و يكمل حياته براحة غريبة ،يمسك بيدها و يشعر بالأمان برفقتها ،بينما هى ،هى ظلت بمكانها ، تخاف الإقتراب من أى أحد ،حتى العناق لا يمكنها تجربته
لمَ الحياة ليست عادلة؟ البعض يخطئ و لا يعاقب بأى شكل و الآخر يقع عليه الخطأ و يمزقه إربًا دون أى عدل أو إنصاف ،ما هذا العبث؟
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...