_٥٠_(فاضت روحها إلى برائها)_ الجزء الثالث والأخير

9.9K 262 393
                                        

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ
____________________________________

(فاضت روحها إلى برائها)

"علمتُ أن البطل سيموت في نهاية الرواية، فَـ أغلقتُ الرواية حينما كان البطلُ مبتسمًا."
_لقائلها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى تمام العاشرة
بمنزله الدافىء فوق الأريكة الجديدة؛ فقد استبدل القديمة بها نظرًا للميزة الإضافية التى تقدمها وهى أنها تصبح فراشًا ملائمًا فى الوقت المناسب.
يجلس بزواية وتضع رأسها، ترتاح معه من مشقة اليوم والأحداث المتلاحقة.

_مرتاحه ؟!
يتساءل ومازالت أصابعه تلامس خصلات شعرها بحنان شديد، يمسد برفق وتهدأ العاصفة والطواحين داخل رأسها، كانت فى أمس الحاجة لمثل تلك المعاملة ولبى لها ما تريد دون أن تلفظ به، بينهما لغة خاصة لا حاجة للحروف لشرحها .

مستكينة فوق معدته وكأنها وسادة ناعمة رغم المرتفعات الست ويتابع هو التلفاز حتى جاء مشهد صاخب فاعتدل قليلًا يتابعه بانتباه شديد وظنت بأن وضعها غير مريح له، فنهضت سريعًا وهى تتساءل بقلق :
مضايق؟! رأسى تقيلة عليك؟! تحب أقوم ؟!
لم يجبها بالحديث ولكنه أعاد رأسها لوضعه السابق فوق عضلاته الست وعينيه تتابع المشهد متظاهرًا بعدم الاهتمام بها.
أصدرت ضحكة عالية وتدحرجت حتى بات وجهها مقابلًا له رغم المسافة الكبيرة؛ فترك جهاز التحكم على جنب بعد أن جعل الصوت منخفضًا واستفسر :
ليه الضحكة دى ؟!
أجابت بعد أن نهضت لتجلس بمحاذاته :
مش مصدقه وضعنا
مين كان يتخيل إن دكتور الجامعة العصبى البارد والمدير الرخم الفزلوكة يبقى دلوقتى .......
قاطعها باستفسار صغير من نفس حروف كلمتها الأخيرة بعد أن جذب جسدها أكثر له :
ودلوقتى؟!
أعطته الرد بابتسامة لعوبة:
يبقى مخدة ليا
بس مش هنكر أنها مخدة جيدة الصنع والتقفيل
حاجة فاخرة من الاخر

كانت هناك كلمات تصف مشاعرها بشفافية أكبر ولكن اللسان يظل عاجزًا فى أكثر الأوقات احتياجًا للفصاحة كأن تقول مثلًا وعينيها لا تفارق خاصته
"لديّ هذا الشعور الدائم بأنني أريدُ وضعَ رأسي بينَ يديكَ وأغفو مُتناسيًة معكَ تعبي، ثقلَ أيامي، وما فعلتهُ الدنيا بقلبي."

"فصيلة فصلان ابن لذينه "
غمغم باستسلام قبل أن ينهض مُتجهًا للمطبخ يعد قهوته ومن ثمّ يعود ويجلس فوق الأريكة وكانت هى بانتظار لتعود وتستلقى ولكنه اعتدل ولم يمنحها الفرصة خاصة حين قال وهو يرى الفيلم الذى بدأ عرضه على التلفاز:
_بحب الفيلم دا
ارتشف بضع قطرات وترك الفنجان على جنب بينما كان يتابع المشهد بحماس إلى أن قطعت هى تلك اللحظات وتساءلت بفضول :
هى مين أول واحده حبتها فى حياتك يا "غيث"؟!
عاد بظهره للخلف قليلًا وقال مشاغبًا وهو يرمقها بتسلية :
ومنين افترضتى إنى حبيت ؟!
مش فاكر إنى حكيتلك عن مغامراتى العاطفية

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن