_٣٩_( لاجئ أم خائن ؟!)

10K 395 220
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ}
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

.....................................................
٢/١٢/٢٠٢٣
(لاجئ أم خائن ؟!)

منبوذٌ منذ نعومة أظافرى، لم يرد أحدًا اللعب معى، أو حتى إحتضانى و لو لبرهة من الزمن، اعتدت الرفض من الكل و لم أعد فى انتظار أى قبول من أحد، كانت حياتى تسير على هذا النهج لا مقابل، لا مقابل مهما كان العطاء غزيرًا، فالبشر بارعين فى الأخذ و صرت راهبًا أمامهم
كنت اقتات مشاعر الأمومة من الكل فى البداية حتى صرت ناقمًا على كل أم فى النهاية.
إلى أن حلت !
جعلت الأمل يتسرب لداخلى و أيقنت أن هناك امرأة قد تمنحنى الحب دون أى مقابل، أى حب لا مانع لدى، فقط شعور القبول الفطرى.
و رحت أنا أتفنن فى العطاء معها إلى أن صدمتنى فى النهاية، رفضتنى كالكل .
هى حقًا كغيرها، أم أن المعضلة بى أنا ؟!
_غيث سامح الحديدى

********************************

وقف بمكانه لا يعرف بما أخطأ حتى ؟!
لكن رفضها المتكرر له يلقيه بقاع معتم لا طريقة للهروب منه، كلما أحرز تقدمًا طفيفًا معها و ظن أن الحياة ستضحك له أخيرًا و تعوضه عن كل خيبات الأمس، تراجع للخلف عدة خطوات، يدرك أن هناك خطب بها، و لكنه سئم، حقًا سئم من هذا التباعد دون أى مسمى له، تمنحه العديد من الإشارات الخضراء و حين يتقدم لا يلقى سوى لوحة حمراء أمامه و بطاقة استبعاد نهائية لا رجوع بعدها.

كان يجاهد نفسه بشدة ألا ينجرف ناحية غرفتها، كى يطمأن عليها فقط، رغم ألمه بإبتعادها، خطوة للأمام و خطوة للخلف و بين كل تلك المعركة النفسية صدر صوت والدته من الخلف و هى تقول :
"رنا" مريضة، من وجهة نظرى أنها اتعرضت لتجربة سيئة و كونت عندها حاجز مرضى بينها و بين أى رجل عامة، الرفض مش ليك لوحدك، الرفض بشكل مطلق للكل، و دا هيخليك تفكر مليون مرة قبل ما تاخد خطوة واحدة ناحيتها

التفت لها سريعًا، لم يعرف كيف ؟!
و لكنها حقًا فهمت حالته، ذلك الرفض المقيت الذى يجتاحه كلما اقترب منها و ابتعدت عنه، أوشك على أن يهتف بسؤال مُلح بداخله لكنها كانت أسرع و قالت بحقارة:
نصيحة أبعد عنها، متستهلشى التعب، مرضها صعب و محتاجه معاملة خاصة و لا أنت هتعرف تتحمل و لا تتعامل بوضعك حتى، أنتم الاتنين مش مناسبين لبعض بأى شكل، واحدة زيها عايزه حد هادى مسالم، قادر ياخد و يدى بشكل سلس، مش زيك بتقلب فجأة و تتحول لوحش كاسر زى ما "سلمى" كانت بتقولك، أنت جنوب و هى شمال، فبلاش تعب، هختارلك أنا واحدة أحسن، صدقنى هتحبها و ترتاح معاها لكن دى لا، متعبة من غير أى مقابل مجزى حتى .

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن