_٣٧_(رفض من جميع الجهات)

10.9K 406 105
                                    

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}

صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

.........................................................

١١/١١/٢٠٢٣
(رفض من جميع الجهات)

المرأة التي في عقله مختلفة عن المرأة التي بجانبه، و لا يدرى أتعد خيانه أم واقع مرير كتب عليه ؟
لكن هناك فقط حقيقة واحدة، عشقه لزوجته، و ماضى مؤلم يحلق فى الآفق أمام مرأى عينه.
يرغب فى محو الماضى لكن أ بذلك يمحى ذكرى معشوقته ؟!

"أن تموت و مازالت أنفاسك تخرج دليلًا على بقاءك، هو فى الواقع التناقض الأمثل لحياتك و الأسوء إلى يوم مماتك "
_هديرالفقى

"ترتعش يداي كلما لامست خاصتك، فكيف الحال مع قلبى يا من تسكن حجراته؟! "
_هديرالفقى
.....................................................................

ابتسامة بعرض أرض واسعة لا نهاية لها، و تحاذق مثير للضيق و النفور بالإضافة لكلمات ذات العديد من المعانى، كل ذلك بالتزامن مع يده التى سحبت القداحة عنوة منه فى لحظة مباغته صادمة نتيجة لظهوره المفاجئ :
دا رقمك صح ؟!
كنت حاسس أنك صاحبه، من أول مرة شوفتك فيها و أنا عارف أننا هنتفق كويس أوى، زى الأخوات بالظبط، بس يا ترى ليه ؟!

كان "كامل"يشير لرقم "غيث" الذى راسله من خلاله، و أخبره بانتظاره هنا بالتحديد أمام إحدى ممتلكات عائلته، ليشهد دمارها بِأُمِّ عَيْنِهِ كأول شرارة لإنتقامه

يتحدث بثقة غريبة و رغبة مُلحة فى زعزعة الواقف أمامه، لم يكن يريد العراك أو ربما وضعه كخيار أخير، فهو ليس من هواة العنف حتى و إن كان يجيده بشكل مبهر و أكمل" كامل" حديثه بهدوء مريب و كأنه يقص رواية قصيرة لأحد الأطفال بتسلية:
يمكن عشان بينا ست واحدة مشتركة مثلًا ؟!

حسنًا سيفتك"غيث" به فى تلك اللحظة دون الأخذ بالاعتبار أى شىء، تحرك ناحيته و عقله يهيأ له تلك الصورة التى يريدها، دماء ذلك الحقير على يده و لا شىء آخر، و يا لها من صورة يهفو الفؤاد لها
و قبل أن يصل"غيث"له تحرك "كامل "ببراعة شديدة ينتقل لرقعة أخرى من خلفه و يديه بجيب بنطاله و دلالة على سهولة تلك المناورة و التى لا تشكل أى عبأ و لو بمقدار ذرة واحدة و لسانه يغمغم بسلاسة شديدة:
استنى بس، متتحمقشى أوى كدا
يمكن فى سبب تانى، يا سبب، أنت فين يا سبب ؟
تعالى يا سبب

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن