_٥_ (الإنفصالُ فرصة ثانية )

12.2K 624 40
                                    

عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أنَّ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء ))
[رواه مسلم] .
_____________________________________

١٣/١٢/٢٠٢٢
(الإنفصال فرصة ثانية )

" أين تكمن راحة المر إن كان لا يجدها بمنزله، فى عكر داره بين أحبته ؟!"
_غيث الحديدى

_____________________________________

أنهت عملها مبكرًا و قررت الإنعطاف على منزل جدها قبل أن تصعد للبناية الخاصه بهم
دلفت مُستعملة المفتاح الخاص بها و اتجهت للمطبخ مباشرة تضع المشتريات التى ابتاعتها فى طريقها و رأت ما ينقص المكان ثم خرجت تبحث عن جدها و الذى قابلها فى منتصف الردهة.
و ما أن رأته اندفعت تعانقه و هى تقول بسعادة :
جدو حبيبى عامل ايه ؟! حفيدتك المفضلة وحشتك صح ؟! أوعى تنكر مشاعرك، عنيك فضحاك.
ابتسم و قال بعدما انتهى العناق و اتجه كليهما للجلوس على الأريكة القريبة، "فالبلعوطى الكبير" يعانى من بعض الآلام فى الساق و لا يمكنه الوقوف لفترة طويلة :
حبيبة قلب جدها قررت تحن عليه أخيرًا و تزوره
دا الواد "أحمد طلع أجدع منك و كان لسه عندى امبارح

أطلقت ضحكة رنانة على حديث جدها ثم قالت و هى تنكزه بخفة :
مش هتبطل دلع يا جدو ؟!
أنا كنت هنا من يومين ، دا حتى التلاجه لسه فيها الأكل اللى جبته
محقة و لكن الوحدة صعبة، يريدهم معه و لكن الظروف تمنعه و لا يمكنه إجبارهم على التعايش فى وضع لا يلائمهم و مع ذلك قال بلمحة حزن :
مليش نفس للأكل طول ما أنا لوحدى
تنهدت بيأس أمام نبرته الحزينة و اندفع لسانها بسؤال تدرك إجابته دون الحاجة للفظ به:
و عمو" عماد" فين ؟! مش بياكل معاك ليه ؟!
أطلق "آه" ساخره و قال مضيقًا بنبرة ساخرة امتزجت بالتهكم الجَلى:
مع أنه عايش معانا بس بنتقابل صدف ، كل فين و فين كدا، أنا بقضى اليوم كله بطولى، مفيش حاجه أعملها غير انى استناكم تزرونى أو اتفرج شوية على التلفزيون

لم تتمالك نفسها أكثر من ذلك و اندفعت تقول باعتذار :
حقك عليا يا جدو أنت عارف انه غصب عنى، مش هقدر أعيش هنا تانى، أنا و "أحمد" كان لازم نبعد بس لو أنت حابب تيجى تعيش ........
لكنه قاطعها قبل أن تكمل الإقتراح المفروض بالنسبة له و قال هو :
مش هسيب البيت اللى عشت فيه مع جدتك الله يرحمها، بس خليكى معايا يومين حتى، أنا بزهق من القاعده لوحدى

"أنت تؤمر يا جميل، يا ابو عيون سودا و مغرية لكل الأجيال طالعين، نازلين الكل بيعاكس فيك "
صدح صوتها بتلك الإجابة و هى تغمز له بتسلية و تلاعب مشيرة لأخباره التى تصل لهم
و لم ينكر هو بل قال بكل فخر :
و هو أنت فاكره الواد "أحمد" جايب الخبرة دى منين ؟! وارثها عن جده طبعًا

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن