_٤٤_(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى)

13.7K 483 331
                                    


بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
{أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ}
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

__________________________________________
٢٣/٠٢/٢٠٢٤
(ليلةٌ مُلطخةٌ بالماضى )

"الحب أعمى والمودة مُبصرة.
في الحب تتجاهل العيب و في المودة تراه وتستصغره
في الحب بدايات ساخنة ونهايات باردة، وفي المودة حياة واحدة بروحين امتزجَا
في الحب أنانية الحاجة و في المودة إيثار
في الحب خوف الافتراق والبعاد، وفي المودة القرب في الحياة والممات.
الحب مجنون، جميل، لابد منه لتعرف أنه شعور لا ضامن له، والمودة حال دائم لمن وصل إليه".
- هبة عبد الجواد

__________________________________________

وقفت"رنا" على بُعد بعض الخطوات من العروسِ، بجانب مظلم أكثر، كى لا يقترب منها أحد و يشعر برجفة جسدها، ليست من البرد و لكنه النفور الملازم لها.
حتى و إن خف وقعها و لكن مازال ما حدث منذ بضع دقائق يؤثر عليها، لقد تعمد فعلته، تعمدها بوقاحة تخطت كل الأعوام السابقة، حتى أنها ظنته شخصًا آخر، لم يكن "مالك" بكل تلك الحقارة رغم كل شىء.
لكنها لا تعلم بأن تلك الأفعى تتحرك فى الظلام من خلفها تستغل الليل و انشغال النساء بمراقبة الأجواء الصاخبة بالاسفل، كى توقع بها.
اقتربت "سهير"حتى باتت خلفها مباشرة و رفعت ذراعيها كى تتدفعها لتسقط للهاوية و تتخلص أخيرًا من ابنة غريمتها و ربما تلحق بها والدتها من الصدمة فيما بعد، ليكون انتقامًا مثاليًا من وجهة نظرها.
عيار ناري واحد و عصفورين

اقتربت أصابعها من جسد الضحية، تلتفت يمينًا و يسارًا تتأكد من عدم انتباه أى إمراة لها، كى لا تصل للأصفاد بعدما تحقق غايتها.
حانت اللحظة المنتظرة و تيقنت بأنها و أخيرًا ستتخلص منها، و لكن تبدلت الأدوار فجأة، سقطت هى على أرضية السطح بعد أن عركلتها تلك الشقية و التى لاحظت اقترابها من صديقتها، فاسرعت هى توقعها فى حفرتها، فمن حَفَر لأخيه حُفرةً وقع فيها.

صرخت"سهير" بقوة و هى تمسك بساقها تتألم بشدة و لكن صدح صوت"وعد" كى تتقمص الدور ببراعة متناهية :
معلشى يا طنط مشوفتكيش فى الضلمه
أكملت حديثها بهمس و هى تمد يدها كى تساعدها ظاهريًا أمام باقى النساء :
أصلك زى الحرباية بتتلون
نهضت"سهير" تلملم المتبقي من كرامتها بعد أن ضربت على كف "وعد" الممدودة لها، ألقت سُبة لا تليق بإمرأة ثم ذهبت و هى تتوعد بشدة للاثنين، لقد أفسدت تلك الشقية مخططها و الذى لاح أمامها فجأة كى تتخلص ممن تشاركها بالطعام و المال، و تحظى هى بكل شىء، تتناوله حتى تصاب بالتُخمة التى لا علاج منها و قد تفارق الحياة نتيجة لها.

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن