٠٧/٠٦/٢٠٢٣
(أريدك رغم استحالة ذلك )"أيمكن لكفوفنا أن تتعانق و ننبذ الخلاف و لو لدقائق ؟"
_غيث الحديدى***************************
(شركة العدلى Group )
خرج الجميع على مضض و بدأوا فى الإنتقال للغرفة الأخرى إلا اثنين ،مازالت "رنا"تحت تأثير الصدمة و ذلك الوقح يتصرف بعدم اكتراث ،فاندفع "غيث"باتجاهها و قال بغضب بينما كان يسحبها من يدها لأول مرة :
أنا مش قولت كله يطلع برا و لا المكان عاجبك ؟
اتسعت حدقتيها بذهول شديد و لكن قبل أى تصرف منها كان "غيث" يدفعها للخارج و يغلق الباب خلفها بإحكام شديد ،رمقه ذلك الوقح ببلاهة بعد أن نهض و أغلق أزرار بذلته معتقدًا بأنه سيخرج هو الآخر ،لكن "غيث" أوقفه و قال بقوة بينما كان يشمر عن ساعديه :
لا حضرتك هتفضل معايا شويةعقد الآخر حاجبيه بدهشة من حديثه و لكن قبل أن يلفظ بسؤاله كان "غيث" يلكمه بحدة فى نصف وجهه ،و قبل أن يتمالك الآخر نفسه و يدافع و جد سيل من اللكمات التى لا يعرف من أين تأتى بالتحديد ؟ فقد تهافتت عليه من كل اتجاه تقريبًا
سقط على آثر هذا الهجوم مرتطمًا بالأرض بقوة لكن ذلك لم يردع"غيث" عن كمال معركته ،حيث أنقض عليه مجددًا يمسكه من تلابيب قميصه و يحكم قبضته بشدة ،لحظات و كان يدفع برأسه السميكة للأرض مرة بعد مرة ،لكن الآخر تمكن من الإفلات بأعجوبة و نهض سريعًا ،خلع معطف بذلته و بدأ فى شن هجومه الخاص هو الآخر ،لم يكن يعرف السبب الحقيقي لهذا العراك لكنه لن يتهاون فى تطاول أحدهم عليه بالتأكيدو بدأ الموقف يحتد أكثر فأكثر ،لكمه ذلك الوقح عدة لكمات فى معدته و أعادها له"غيث" بقوة مضاعفة فتراجع على أثرها جسده بعض الخطوات البسيطة لكنه و فى لحظة مباغته حمل إحدى المقاعد و ألقاها باتجاه "غيث" و الذى تفادها بأعجوبة شديدة لكنه سقط على ركبتيه متأوهًا بشدة و استغل غريمه هذا الأمر و اندفع له يركله عدة ركلات متتالية ،فى البداية ظن الغريم أنه انتصر فقد كان "غيث" شبه ممد على الأرض دون حراك لكنه كان يستجمع قوته و نهض فى لمح البصر
تفاجئ الآخر به و تراجع خطوتين للخلف و كان ذلك أكثر من كافي ليشن"غيث" حربه العنيفة ،اندفع ناحيته و أمسكه من ساعد الأيسر و بدأ فى توجيه الضربات له مستخدمًا رأسه كسلاح
بدأ الآخر فى الترنح و فقدان اتزانه رويدًا رويدًا و بين الحين و الاخر يعركله "غيث" ليشن حربًا من نوع اخر و يبدأ فى ركله عدة ركلات متتالية فى كل انحاء جسده و الآخر يتأوه و يصرخ بعنف شديدبالخارج كان" أحمد" قد أتم تلك الصفقة معتقدًا بذلك أنه ينجز فى الأمر و يترك صديقه ليرتاح ،خرج من الغرفة يبتسم باتساع متجهًا لغرفة صديقه لكنه لاحظ تجمع الموظفين أمام بابه و صوت صراخ عنيف يصدر من الداخل
و بدون أى تأخير اندفع يطرق على الباب بعنف و هو يهتف باسم صديقه كى يسمح له بالدخول ،لكن بلا رد ،حيث كان"غيث" يكمل لوحته الفنية بالداخل و يتفنن فى تلوين ملامح ذلك الوقح ،و الذى بات وجهه لوحة من الألوان المتدرجة بين الأحمر و الأزرق ،حتى "غيث" نفسه أصيب عدة إصابات لكنها بالتأكيد ليس كحالة الآخر الذى سقط جاثيًا على الأرض خائر القوى لا يمكنه الحراك بالقرب من الحائط
أمسكه"غيث" من ياقة قميصه و قال بغضب شديد :
ايدك ما تتمدش على حاجه مش بتاعتك
انفغر فاه ذلك الغريم بصدمة و قال غير مصدًقا:
هو كل دى عشان حتت البت دى
ابتسم بسخرية و أزاح يد "غيث" عنه ،و قال بينما كان ينهض مستندًا على الحائط خلفه :
بس قبل ما تتشطر أوى كدا مخدتش بالك أنها كانت موافقة و مرحبة كمان ،دى حتى ما أعترضتش ،شكلك مش مالى عنيها يا غيث
لم يتحمل أكثر من ذلك و اندفع ناحيته يمسك برأسه و يدفعها للحائط خلفه بقوة كبيرة :
اسكت يا حيوان ،دى أشرف منك و من كل عائلتك
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...