_٢٠_ (أريدك رغم استحالة ذلك)

8.2K 428 141
                                    

٠٧/٠٦/٢٠٢٣
(أريدك رغم استحالة ذلك )

"أيمكن لكفوفنا أن تتعانق و ننبذ الخلاف و لو لدقائق ؟"
_غيث الحديدى

***************************

(شركة العدلى Group )

خرج الجميع على مضض و بدأوا فى الإنتقال للغرفة الأخرى إلا اثنين ،مازالت "رنا"تحت تأثير الصدمة و ذلك الوقح يتصرف بعدم اكتراث ،فاندفع "غيث"باتجاهها و قال بغضب بينما كان يسحبها من يدها لأول مرة :
أنا مش قولت كله يطلع برا و لا المكان عاجبك ؟
اتسعت حدقتيها بذهول شديد و لكن قبل أى تصرف منها كان "غيث" يدفعها للخارج و يغلق الباب خلفها بإحكام شديد ،رمقه ذلك الوقح ببلاهة بعد أن نهض و أغلق أزرار بذلته معتقدًا بأنه سيخرج هو الآخر ،لكن "غيث" أوقفه و قال بقوة بينما كان يشمر عن ساعديه :
لا حضرتك هتفضل معايا شوية

عقد الآخر حاجبيه بدهشة من حديثه و لكن قبل أن يلفظ بسؤاله كان "غيث" يلكمه بحدة فى نصف وجهه ،و قبل أن يتمالك الآخر نفسه و يدافع و جد سيل من اللكمات التى لا يعرف من أين تأتى بالتحديد ؟ فقد تهافتت عليه من كل اتجاه تقريبًا
سقط على آثر هذا الهجوم مرتطمًا بالأرض بقوة لكن ذلك لم يردع"غيث" عن كمال معركته ،حيث أنقض عليه مجددًا يمسكه من تلابيب قميصه و يحكم قبضته بشدة ،لحظات و كان يدفع برأسه السميكة للأرض مرة بعد مرة ،لكن الآخر تمكن من الإفلات بأعجوبة و نهض سريعًا ،خلع معطف بذلته و بدأ فى شن هجومه الخاص هو الآخر ،لم يكن يعرف السبب الحقيقي لهذا العراك لكنه لن يتهاون فى تطاول أحدهم عليه بالتأكيد

و بدأ الموقف يحتد أكثر فأكثر ،لكمه ذلك الوقح عدة لكمات فى معدته و أعادها له"غيث" بقوة مضاعفة فتراجع على أثرها جسده بعض الخطوات البسيطة لكنه و فى لحظة مباغته حمل إحدى المقاعد و ألقاها باتجاه "غيث" و الذى تفادها بأعجوبة شديدة لكنه سقط على ركبتيه متأوهًا بشدة و استغل غريمه هذا الأمر و اندفع له يركله عدة ركلات متتالية ،فى البداية ظن الغريم أنه انتصر فقد كان "غيث" شبه ممد على الأرض دون حراك لكنه كان يستجمع قوته و نهض فى لمح البصر
تفاجئ الآخر به و تراجع خطوتين للخلف و كان ذلك أكثر من كافي ليشن"غيث" حربه العنيفة ،اندفع ناحيته و أمسكه من ساعد الأيسر و بدأ فى توجيه الضربات له مستخدمًا رأسه كسلاح
بدأ الآخر فى الترنح و فقدان اتزانه رويدًا رويدًا و بين الحين و الاخر يعركله "غيث" ليشن حربًا من نوع اخر و يبدأ فى ركله عدة ركلات متتالية فى كل انحاء جسده و الآخر يتأوه و يصرخ بعنف شديد

بالخارج كان" أحمد" قد أتم تلك الصفقة معتقدًا بذلك أنه ينجز فى الأمر و يترك صديقه ليرتاح ،خرج من الغرفة يبتسم باتساع متجهًا لغرفة صديقه لكنه لاحظ تجمع الموظفين أمام بابه و صوت صراخ عنيف يصدر من الداخل
و بدون أى تأخير اندفع يطرق على الباب بعنف و هو يهتف باسم صديقه كى يسمح له بالدخول ،لكن بلا رد ،حيث كان"غيث" يكمل لوحته الفنية بالداخل و يتفنن فى تلوين ملامح ذلك الوقح ،و الذى بات وجهه لوحة من الألوان المتدرجة بين الأحمر و الأزرق ،حتى "غيث" نفسه أصيب عدة إصابات لكنها بالتأكيد ليس كحالة الآخر الذى سقط جاثيًا على الأرض خائر القوى لا يمكنه الحراك بالقرب من الحائط
أمسكه"غيث" من ياقة قميصه و قال بغضب شديد :
ايدك ما تتمدش على حاجه مش بتاعتك
انفغر فاه ذلك الغريم بصدمة و قال غير مصدًقا:
هو كل دى عشان حتت البت دى
ابتسم بسخرية و أزاح يد "غيث" عنه ،و قال بينما كان ينهض مستندًا على الحائط خلفه :
بس قبل ما تتشطر أوى كدا مخدتش بالك أنها كانت موافقة و مرحبة كمان ،دى حتى ما أعترضتش ،شكلك مش مالى عنيها يا غيث
لم يتحمل أكثر من ذلك و اندفع ناحيته يمسك برأسه و يدفعها للحائط خلفه بقوة كبيرة :
اسكت يا حيوان ،دى أشرف منك و من كل عائلتك

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن