_١٢_ (أحبك رغم أنف قبيلتى)

9K 366 178
                                    

٠٩/٠٥/٢٠٢٣
(أحبك رغم أنف قبيلتى)

"ألوذ بنفسى بعيدًا عنكِ ،فأجد روحى تهيم بكِ فى البعدِ"
_غيث الحديدى

_____________________________________

عادت "الست فاطمة"من العمل مبكرًا اليوم لتقوم بإعداد وليمة مناسبة لبناتها ،تريد أن تسعدهم بعض الشىء ،و أن تخفف عنهم حمل الأيام الثقال ،كانت فى المطبخ تحضر المكونات الرئيسية و تضع المخفوق الذى أعدته فى إناء كبير ثم أدخلته الفرن و على وجهها ابتسامة مشرقة ،لكن قطع جمال تلك اللحظة صوت جرس الباب ،فهرعت لترى من ؟
لكنها تسمرت بمكانها حين رأته ،بينما هو ابتسم بحقارة و قال :
أذيك يا فاطمة ،أخبار البنات ايه ؟ مبيسألوش على أبوهم بقالهم فترة
لا تنكر أن الخوف تملكها ،لكنها حاولت التظاهر بالقوة و قالت بحدة:
جاى ليه يا حسينى؟
لوى "الحسينى"ثغره بضيق من طريقتها ،ثم قال بحدة:
جاى أطمن على بناتى ،و لا خلاص نسيتى أن ليهم أب
ابتسمت بسخرية و قالت بينما كانت تقرفص ذارعيها أمام جسدها كدلالة على كشفها لحقيقته:
جاى تطمن على بناتك و لا ديما اتأخرت فى دفع الفلوس ليك ،فكرك انى مش عارفه أن مرتبها طول السنين اللى فاتت بيروح ليك
تضايق بشدة من أسلوبها معه و لكنه حاول التظاهر باللا مبالاة و قال :
عايز ايه ؟ بنتى و بتساعد أبوها
انتصرت الأمومة على رجاحة العقل و قالت متوسلة إياه بصدق :
أبعد عن ديما يا حسينى أرجوك سبها فى حالها بلاش تستغلهم ،لو عرفت أنك مبتحبهاش هتدمر ،أرجوك مش كل ما حاول معاها تجى أنت تهد دا كله فى لحظة
اقترب منها و أمسك ساعدها الأيمن بحدة و هو يقول بوضاعة بينما كان يرمقها بنظرات متفحصة حقيرة كعادته :
و مين قالك أنى مبحبهاش؟ معقوله فى أب ميحبش بناته يا فاطمة
أبعدته عنها بحدة و صاحت بغضب غير عابئة بصوتها العالى الذى وصل لسكان الحارة :
ابعد عنى متلمسنيش ،أنت مبتحبش غير نفسك و مزاجك و بس ،زى ما قتلت أختى زمان كنت عايز تقتلنى أنا و وعد ،أنت حيوان يا حسينى ،حيوان عايش على غرايزه ، فاهم أن كل حاجه بتيجى بالهمجية و العنف ،مفيش عندك مودة و لا رحمه ،حرام عليك يا مفترى حرام عليك دمرتلنا حياتنا ،لم تخلى بنتى اللى عمرها أربع سنين تكون أول جملها تنطقها
"يا ماما طلقى بابا "
متخيل اللى عملته فى بناتك ،لما تكون كل طفولتهم ضايعه على الخناق و الضرب و الإهانة ،كل يوم تلم علينا الحارة و ياريتك كنت بتتهد لا بتطلع تكمل قذارتك برا ،أنت شيطان يا حسينى ،شيطان على شكل انسان ،أنا بكرهك ،بكرهك
لكنه لم يتأثر بحديثها و اندفع مرة آخرى يمسكها بقوة ،فدفعته بكل ما أوتيت من قوة و هى تصرخ قائلةً:
ابعد عنى سيبنى ،بقولك سيبنى

كان سيسقط من قوة دفعتها لكنه أمسك بالطاولة التى كانت قريبة منهم و حملها مرة واحدة بقوة و ألقها بالقرب منها لدرجة أنها قفزت من الفزع ،لكنه لم يكتفى بذلك بل أقترب منها و على حين غرة صفعها عدت صفعات متتالية ،لم تكن تقوى على الصمود ،لم يصدر منها سوى صوت صرخات مؤلمه ،بينما هو كان يتلذذ بذلك و يقول :
مش الحسينى اللى واحده ست ترفع صوتها عليه

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن