_٥٠_(اعتداء داخل جدران المشفى)_الجزء الثانى

15.8K 300 261
                                        

بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
﴿ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ* قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ* وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

______________________________________________

٢/٤/٢٠٢٥
(اعتداء داخل جدران المشفى)

"حُسَنُهَا فَاقَ الْخَيَالَ
وَيَحِقُّ لَهَا كُلُّ الدَّلَالِ"
_غيث الحديدى
________________________________________

فى اليوم التالى

"مَتى مَا شئتَ غَادر، لَقد جَعَلتُنِي أشُكُّ حتى في اللحظاتِ الجمِيلَةِ الّتي عشناهَا معًا، ليسَ عِندي طاقةٌ لاستِجدَاءِ بَقائكَ معى، غَادِر ولكن لا تعُودُ أبدًا"
أرفقت"ديما " هذه الكلمات فى منشور على صفحتها الخاصة بتطبيق " الفيسبوك " ومن ثمّ خرجت من غرفتها بعد تنهيدة عميقة وكأنها تستجمع قواها قبل الحرب اليومية المعتادة منذ أن حملت لقب "مُطلقة" لوالدتها .

_Recovering is a return........Healing is a rebirth

_صباح الخير
ألقت والدتها تحية الصباح وهى تتفحص معالم وجهها، تخشى أن ترى الانكسار والحزن ولكن جاء رد الفتاة مُبددًا ظنونها :
أنا كويسه يا ماما مش أول ولا آخر واحدة هتطلق فى المجتمع ال******* دا
ربتت على كفها بحنان وهى تتابع كلماتها بمهنية شديدة:
ورايا سكاشن وبعدين مشروع هشرف عليه
أنا مش فاضية لشغل ستات الحارة والكلام اللى رايح جاى، متقلقيش الشغل هيسحلنى ولازم نكمل عشان محدش هيصرف علينا من الناس اللى كلامهم مزعلك دا
جذبت كفها وجسدها عنوة لتسقط الفتاة المحطمة بين ذراعي والدتها، كان عناقًا صامتًا مع بعض العِبرات الدافئة من كليمها.

همست وهى تمسد على ظهرها :
أنتِ بنتى أكتر من "وعد" يا "ديما"
وابتسمت الآخرى ابتسامة لم تصل لعينها، ابتسامة تحمل الكثير من المعاناة والألم حتى وإن حاولت جاهدة أن تصبغ نبرتها بالقوة والتأقلم:
عارفه......أنا شبهك أكتر من نفسى يا ماما.
حملت حقيبة عملها وغادرت وهى تجاهد بكل قوة كى لا يلمح أحد من سكانى الحارة أى ضعف منها ولكنها الحائزة على جائزة الممثلة الذريعة، لا يمكنها حتى أن تكذب على طفل ساذج لم يتجاوز العشر؛ فكيف بنساء ورجال يجرى الخبث فى دمائهم ؟!
كيف لها أن تكذب وعيناها تفضح كل ما بها ؟!
وكأن تلك المقل تصرخ قائلة بألم
" هذهِ عَيناي مَسكوبٌ فِيهما حُزْنٌ دَائِم!."

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن