عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(( ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات ))
قالوا: بلى يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم :
(( إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط ))
[رواه مسلم]______________________________________
١٧/١٢/٢٠٢٢
(حب ناضج لمراهقة صغيرة )"اشتقت لكِ رغم أن اللقاء الأول لم يكن بلقاء، كان معركة حامية أطرافها غرباء"
_غيث الحديدى______________________________________
وقبل أن يجيبها،أسرع "غيث" بفتح الباب و الصراخ بوجههم ، بما يحفظه فى نفسه منذ مدة بعيدة وتحمله لأعوام كثيرة:
بس أنا مش عايزك يا ماما ،أنا عايز أمشى مع باباEnd of Flash Back
أخذ "غيث"نفسًا عميقًا و قام بهندمة ثيابه ثم نهض من مكان جلوسه ،لا يحب تذكر طفولته خاصة الأحداث الفارقة التى سببت له ألمًا متواصلًا فى ثنايا شخصيته المضطربة ،لكن صدقًا من منا لم يعان فى طفولته؟
قرر ألا يعود للمنزل اليوم سيذهب لصديقه ،لعله يهدأ قليلًا ،أخرج هاتفه من جيب بنطاله ضرب عدة أرقام معينة يحفظها من كثرة الاتصال ثم انتظر أن يجيب
لحظات و كان صديقه يهتف بسخرية :
بترن متأخر ليه؟ حصل حاجه؟
رد "غيث"عليه متسائلًا بإقتضاب :
أختك عندك ؟
تعجب الآخر من السؤال و لكنه أجاب قائلًا بنفى:
لا بايته عند جدو ، ليه؟
زفر "غيث"أنفاسه بضيق و قال بينما كان يصعد لسيارته و يهم بالتحرك لمنزل صديقه :
أنا جايلك يا أحمد
ابتسم "أحمد" و لكنه أراد مضايقته قليلًا كعادته فقال :
مش تستأذن الأول يا ابنى ، هى وكالة من غير بواب
بس عامة تعالى ،أصلًا فى كذا حوار فى الشركة عايز أناقشك فيهم ، فى مشروع مهم إتعرض علينا النهاردة و حضرتك مجتش
تنهد بعمق ثم قال بينما كان يمسك بمقود السيارة :
لما أجيلك نتكلم ،سلامأخذ الطريق من مكانه لمنزل صديقه ما يقرب من النصف ساعة ،كان خلالها يفكر فى ما العمل؟ أسيكمل حياته على ذلك المنوال؟ أسيظل يعانى معها و بدونها ؟ لقد سئم من كل نواحى حياته ،العمل و المنزل و أى شىء آخر ،حين يكون وحيدًا تطارده أشباح الماضى باستمرار ،و كأنه شخص لا يستحق الحياة ،لقد تم استنزاف روحه فى كل ليلة يقضيها فى ذلك المنزل ،و خارجه يستعيد ذكريات تؤلمه ، فما العمل إن كان ماضينا ملىء بالألم ؟
وصل"غيث" للحى ،و هبط من سيارته ، لكنه وجد صديقه عائدًا من محل البقالة المجاور حاملًا أكياس كثيرة
ابتسم "غيث"رغمًا عنه و قال بينما كان يحمل بعض الحقائب منه :
دايمًا مفجوع على الأكل كدا
رمقه"أحمد" بضيق شديد و قال بتذمر طفولى :
أنا غلطان
قولت نعمل ليلة حلوة كدا و مقرمشات و سندوتشات وحركات، أنت بقالك مدة مجتش عندى، بس و الله خسارة تعبى و تفكيرى فيك ،عيل ندل
و خلاص متاكلش ، هاكل أنا لوحدى
ضربه "غيث" بخفة على كتفه و قال :
مش بالكميات دى يا أخى، شايفنا تيران ولا ايه ؟ بس عارف أنا هاكل عندًا فيك يا أنانى
ابتسم صديقه و قال بهدوء بينما كان يفسح الطريق أمامه :
طب خش يلا مش هنفضل نتكلم قدام البيت كدا، الوقت اتأخر و أنا راجل ليا سمعتي برده و لازم أخاف عليها، الواحد برده لازم يصون نفسه للست اللى هيجوزها عشان متفضحوش بعدين
انفغر فاهه بصدمة من حديث صديقه و لكنه هتف فى النهاية باستنكار :
أنا مش هرد على كلامك الهزلى دا
ابتسم "أحمد"باتساع حتى ظهرت نواجذه و قال :
هزلى و لا رأسي
حرك "غيث"رأسه بمعنى لا فائدة منه و قال بحنق :
يا أخى ثقيل، ثقيل بجد
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
حركة (أكشن)مريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...