_٢٥_(معركة دموية)

7.8K 388 115
                                    

٢٩/٠٦/٢٠٢٣
(معركة دموية )

"لا سبيل للنجاة اليوم، و هل يريد المرء النجاة و أنت بقربه؟!"

***********************

مر يومين على تلك اللحظات السعيدة
و اليوم لن نحتاج إلى شمس كي تشرق لنا الأرض، يكفينا تلك الأمسية الهادئة و الرائعة و التي جعلت قلوبنا مغمورة بالفرحة و الأمل بعد العديد من الأعوام العجافِ.

استيقظت "وعد" مبكرًا رغم أنها لم تنم سوى لساعات قليلة فقد ظلت مستيقظة حتى موعد صلاة الفجر ،صلت و غفت مباشرة
و ها هى تنهض بنشاط غريب ،ارتدت رداء صلاتها و خرجت مباشرة للمنزل المجاور طرقت عدة طرقات و لحظات و كانت "الست منى " أمامها تبتسم لها ،بادلتها "وعد" الابتسام و قالت :
بنتك فين ؟ لسه نايمه طبعًا
أومأت "الست منى" برأسها دون أن تعلق و اتجهت للمطبخ لتكمل عملها ،بينما هرولت تلك الشقية لغرفة صديقتها ،فتحت الباب بعنف و اندفعت على الفراش بقرب النائمة ،فشهقت "رنا" بفزع و نهضت ،لتقابل "وعد" كل ذلك بابتسامة عريضة و تقول :
صباح الخير يا رنا ،يلا عشان ورانا مشاوير كتير النهاردة
دفعتها "رنا" بخفة و هى تقول بتذمر :
تعرفى حاجه اسمه احترام النائم
حركت"وعد"رأسها نافيةً و قالت بسخرية:
لا مخدتهاش فى الclass
قالت ذلك و أمسكتها من رسغها برفق كى تنهض سريعًا ،و رغم تأفف "رنا" لكنها نهضت و اتجهت للمرحاض تاركةً صديقتها خلفها تختار لها بعض الثياب كى ترتديها فور خروجها

.............................................................

(منزل عمر الهوارى)

استيقظت والدته بعد أذان الفجر مباشرة لتبدأ يومها بالصلاة ثم قراءة وردها من القرآن ،و بعد ذلك اتجهت للمطبخ كأى أم مصرية ،أعدت المكونات اللازمة لغداء اليوم ثم انتقلت مباشرة لتحضير الإفطار
بعد فترة دلفت لغرفة وحيدها ،بعد أن طرقت على الباب عدة طرقات ،اقتربت من الفراش و قالت بينما كانت تمسد بيدها على خصلات شعره :
صباح الخير يا عمر
كان"عمر" ما يزال نائمًا لكن مع حركة يدها و نبرتها الحنونه فتح عينه و قال بهدوء رغم بعض اثار النعاس التى ما تزال واضحة عليه :
صباح النور و الفل و الياسمين يا أم عمر
ابتسمت والدته باتساع و قالت :
يا ولد بطل بقى ،أبوك لو سمعك هيزعلك
و بمجرد أن أنهت حديثها ظهر زوجها أمام الباب و قال بينما كان يعقد ذراعيه أمام جسده :
هو أنا لسه هسمعه
وجه نظره لابنه و قال بحدة زائفة و غيرة واضحة :
أنت ياض ملكشى دعوى بمراتى ،احنا كبرناك و خطبنالك و هنجوزك عشان نخلص منك ،و يفضالى الجو مع الحلو
قال ذلك تم اتجه يعانق زوجته أمام ابنه الذى ابتسم رغمًا عنه بتصرفات والده الصبيانية للغاية
بينما كست الحمرة وجهها و تمتمت بخفوت :
عيب يا أبو عمر
قاطع لحظتهم تلك هتاف "عمر" بسخرية:
الواحد كل ما يشوفك يحمد ربنا انه لسه عازب حتى لو بشكل مؤقت
حرك والده كتفه بلا مبالاة و قال و هو ما يزال يحتضن زوجته :
أنا عارف أنك متغاظ مننا
تأففت بشدة و ابتعدت عن زوجها و قالت مخاطبةً الاثنين بحدة:
خلاص بقي أنتم الاتنين ،مش هتكبروا أبدًا
ثم وجهت حديثها لابنها قائلة بحنان:
و أنت يا عمر قوم يلا يا حبيبى ،الفطار جاهز
عض زوجها على جدار فمه الداخلى بغيظ و هتف بتهكم :
حبيبك
ابتسمت رغمًا عنها ودفعته أمامها و هى تقول :
مليش حبيب غيرك

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن