٣١/٠١/٢٠٢٣
(حب من طرف واحد)"القهوة أم من تهوى؟!
أحببتكِ حين لم يكن للحب حيز بحياتى
أصارع الماضى طمعًا فى النجاة بالحاضر
و لا وجود للمستقبل حتى الممات
فلست سوى مجرد منبوذ لا هوية له
شبح أو مسخ أو ربما كومة من الندوب الغير مستحقة.إلى أن حل طيفكِ، بلقاء أول كالإعصار العاتى
و ثانى كالهلاكِ
و رغم ذلك كنتِ طريق النجاةِ
أنرتى عتمتى
تلاعبتى بالنفق المعتم المؤدى لقلب لم يعرف العشق
فقدت سلطانى أمام سحركِ
و بت كدمية من الدمى الخاصة بصغيرة تجيد التلاعب
ربما كان الفارق العمرى كبير و لكنه لصالحكِ
فكنت أنا الصغير أمام هالتكِ
هالة تخطف الأنفاس و القلوب، حتى العقول لم تتركها سليمة .
حقًا صغيرة أجتاحت كهلًا لا يعرف فى أمور الوَجْدأحبك كقهوتى الصباحية التى لا غنى عنها
و لا أمل منها
يقولون "من صَبَرَ ظَفِرْ"!
و مالى و مال الصبر حين يتعلق الأمر بهواكِ يا مُهلِكتى !"
_غيث الحديدى
.....................................................................كان يسير بلا هوادة فى طريق لا يعرف نهايته، أراد أن يصرخ بأعلى صوت يمتلكه، لم عليه العيش بتلك الطريقة المزيفة؟ له اسم آخر وحياة آخرى ، هواية مختلفة أحلام متناقضة عن التى حُكمت عليه ، حتى أحلامه لم يكن له سلطان عليها ، سأم ذلك بشدة ، انفجاره ذاك لم يكن سوى شعلة صغيرة من البركان بداخله، والسىء هنا أنه لا يعرف موعد الإنفجار، ومن سيصيب هذه المرة؟
لا يعرف لم بحث فى جيب معطفه ؟ كأن عقلة الباطن أجبره على ذلك ، ليجد تلك الأقراص التى وضعها صديقه، ظل يفكر لثوانى معدودة لكن غضبه وصل لذروته ،لذلك أخذ قرصين فى لمح البصر ، ثم أكمل طريقه بدون تخطيط ،كأن جسده يتحرك بدون أى إرادة منه
ذهب لأكثر مكان يبكى بجواره ، للأرض التى دفن بها نصفه الآخر ، كلما ضاق به الحال وشعر باليأس والضياع كان يأتى لهنا
واقف بجسد يقاوم بشدة ألا يفقد صوابه ودموعها يجاهد ضدها بضراوة ألا تهزمه وتهبط لمعالم وجهه لتكمل تلك اللوحة المأساوية
لوحة لم يرسمها بيده بل فرضت عليه بأصابع الكل ، شارك بها كل من بحياته إلا هو رغم كونه المعنى الوحيد بالأمر ، حقًا عبث وليس كأى عبث
سمع صوت خطوات بجانبه ،ألتفت ليرى من ؟ لكنه تفاجئ بيد رجل مسن تربت على كتفه ليقول "غيث"بحب وألفة واضحة وضوح الشمس : عم طاهر، أذيك ياراجل ياطيب؟
نظر له بود قائلًا بحنان: الحمدالله يا ابنى ، أذيك أنت؟ وأذى أحوالك ؟ مش بعوايدك تجى الأيام دى ، دى السنوية كانت لسه الأسبوع اللى فات
ابتسم "غيث"بسخرية قائلًا: أعمل ايه الدنيا مش عيزانى أعدى أسبوع واحد كويس؟فجيت هنا عشان أرتاح
أشفق عليه فنبرة صوته تحمل الكثير من الألم ، ليقول بمواساة:
حقك عليا يا ابنى ، هى الدنيا كدا متعرفشي ايه اللى بيحصل فيها ؟ولا تقدر تفهم ليه؟ لكن كل حاجة بتحصل لحكمة من ربنا سبحانه وتعالى ورحمة من ربنا أننا غافلين عنها ، الدنيا دى متساويش جناح بعوضة
كان تائه لا يعرف ماذا يفعل؟ وبما يفكر ؟لكن كلامه أراحه قليلًا ليقول "غيث" بهدوء: كلامك بيريحنى يا راجل يا طيب ، بس الدنيا مش بالسهولة اللى أنتِ فاكرها ، برا المكان دا الناس وحوش بياكلوا فى بعض ، دى غابة ، أنا مش عايز أكون زيهم ولا أقادر أكون عكسهم ،أنا ضايع يا عم طاهر، تائه ومش لاقى مرسى
تطلع"العم طاهر" إلى السماء بغموض وأخذ تنهيدة حارة ثم قال بحزن :
يا ابنى سيب كل اللى وراك ، ليه شايل حمل مش حملك ، أنت مش هتصلح الكون كله ، اللى وراك مش ملكك فمتحفظش عليه لأجل غيرك ، عيش حياتك بعيد عنهم طالما تعبان يا ابنى
ابتسم "غيث" بسخرية ثم قال:
مش ملكى لكن لو سبته معرفشى مين هياخده، فى رقبتى كتير يا حج طاهر ، كتير لدرجة خنقانى ، كان نفسى أمشى وأسيب كل دول ،بس لحظة ما سبتهم آخر مره رجعت على كارثة، مش ذنبهم أن أصحاب السلطة جاشعين ولا ذنبى أنِ أتذيت منهم عشان أحميهم
صمت قليلًا كأن الكلام توقف بحلقه شعر بالجفاف الشديد ، لكن جاهد ذلك بقوله :
عارف يا عم طاهر أنا عامل زى اللى بترقص على السلم
وأنفجر ضاحكًا بعد تحدثه بذلك ، تلك هى الكوميديا السوداء ، حقًا أسوأ أنواع المعاناة هى تلك ، تعانى لأجل الآخريين ولكنهم لايقدرون ذلك كأنه حق مكتسب
هتف "العم طاهر" بدون إدراك:
هى الست هانم زعلتك تانى ؟
وضع يديه فى جيب بنطالة وهتف بسخرية:
الست هانم مش شيفانى أصلًا ، متعرفشي حد اسمه غيث، بالنسبالها أنا ليث وبس
كان الصمت أبلغ من الحديث فى تلك اللحظة ،عجز عن إيجاد الكلمات المناسبة التى قد تُحسن من وضعه قليلًا ،لم يجد أمامه سوى التعامل وكأن شيئًا لم يكن ،ليقول بإبتسامة هادئة:
حقك عليا يا ابنى ، تجى أعملك كوباية شاى تظبطلك دماغك ، والله أنت سيد الرجالة كلهم،وهو حد يطول يبقى عنده ابن ذيك
ابستم له بمجاملة كأنه أدرك مدى تسرعه حين لفظ بسبب معاناته الحقيقة ليقول "غيث"بهدوء: أخيرًا دا أنا قولت هتنسى وتروحنى من غير الشاى الحلو بتاعك
نظر له مبتسمًا ليقول بحنان جلى: وأنا أقدر برده، دا أنت الغالى ابن الغالى
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...