عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا:
(( ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم ))
[متفق عليه]
_______________________________
١٠/١٢/٢٠٢٢
( صدمةٌ مبرمجةٌ)
كان وقعها صعب للغاية، كيف لشخص شرير كان السبب فى تدمير سعادتهم أن يرغب بعودتها مجددًا؟
هكذا بكل بساطة وكأن لا رأى لها، مجرد خرقة بالية يحملها أى أحد ويلقيها فى المكان الذى يريده دون أن تبدى الإعتراض، فحتى هذا الحق مسلوب .
هى مازالت تعانى من آثار المرة الأولى التى أرغمت فيها على البقاء هناك، مازالت الكوابيس تلاحق نومها باستمرار فى كل مرة تتذكره تكره نفسها وجسدها، ينتابها حكة قوية ولا تهدأ إلا بعد ندوب دامية، و الأن يريد عودتها وكأن شيئًا لم يكن !!!!
ألا يكفيه ما عانته هناك؟!
أحقًا ستعود لذلك المكان الذى دمر برائتها ؟
حتى و إن تم انقاذها فى اللحظة الأخيرة
و لكن فى النهاية آثار الاعتداء محفورة فى عقلها
حتى وإن تعافت جسديًا لبعض الوقت، مازالت تحت تأثير تلك الصدمة للأبد.
"يُؤْلِمُنَى الْبَقَاءُ بِقَدْرِ مَا يَنْهَشُ بِى الرَّحِيلُ
لَكِنَّهُ الْوَاقِعُ الْمَرِيرُ
لَا أَحَدَ يُبْقِي، فَالْكُلُّ مُفَارِقٌ
وَأَنْتَ وَحْدُكَ مَنْ تَعَانَى يَا صَدِيقُ"
_غيث الحديدى
_______________________________
وقفت مصدومة من وقع تلك الجملة المريرة، وذكريات الماضى تجمعت فوقها كغيمة سوداء مليئة بالمياه الكاوية، تحرق جسدها دون أن تترك أثر كالجريمة الكاملة .
كل ذلك ووالدتها تراقب ردود أفعالها ولا شىء بجعبتها للخلاص، تلوم نفسها مئات المرات لكن دون أى فائدة، فقد ألقت القنبلة وعليها تحمل الأعباء المدوية .
كانت تحك جسدها بقسوة كرد طبيعى بعد حادثة قديمة وتتحدث بنبرة ضعيفة مضطربة :
أنا مستحيل أرجع هناك تانى، كفايه أوى اللى حصل هناك، مش من حق أى حد يرجعنى للجحيم دا تانى، أنا هموت لو رجعت يا ماما
ردت عليها والدتها بينما كانت تمسد على كف يديها بحنان كمحاولة بائسة منها لتهدئتها فلا سبيل العناق :
أكيد مش هسيبك تبعدى عنى، هرفع قضية ضده، مش هخليه ياخدك منى تانى
أنا معايا إقرار منه بإنى الوصية عليكى، أنا ممكن أوديه فى داهيه لو فكر بس يقربلك
رفعت رأسها تطالع والدتها، تريد رؤية أى بصيص أمل للنجاة
صرحت فى النهاية متسائلةً بتوتر:
يعنى مش هروح هناك تانى ولا هقابل "مالك "تانى؟
أومأت والدتها برأسها وهى تقول بوعيد مبطن بالتهديد القوى:
آه مش هتروحى و نش هتشوفى الحيوان دا تانى، ولو فكر بس يقربلك هقتله، المرة اللى فاتت لحقوه منى، لكن لو بس فكر المرادى محدش هيرحمه، حتى جدك نفسه مش هيلحق يعمل حاجه
وبنفس السكينة اللى حاولت أقتله بيها زمان هخلص عليهم كلهم، أنا مش باقية على حد
بدأ الأمان يتسرب لداخلها دون إدراك رغم كرهها للعنف جراء إضطراب معين يجعلها تخشى أى سلوك عداونى ولو كان طفيفًا حتى.
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
