_١٩_(غارق فى دمائه)

9K 448 203
                                    

٠٥/٠٢/٢٠٢٣
(غارق فى دمائه)

فى بعض الأحيان يأخذنا القدر إلى مواجهة مبكرة، لم يستعد لها كلا الطرفين فتكون النتيجة ما هى إلى إخفاق مؤكد بشكل مزرى

أيحتاج الضحية الإعتذار كى يلتأم جرحه؟
هل كلمة آسف كفيلة لعلاج جرح ينزف منذ سنوات عديدة؟
لا، صدقًا ذلك الإعتذار ما هو إلا تعقيدًا للأمور
زاد الطين بِلَّة أم يمكننا القول لم يعد هناك أى طين بل بتنا فى القاع

..................................................................

وقفت فى المتتصف يينهما حائرة عن هوية ذلك الشخص الذى بمجرد ذكر اسمه سبب كل تلك الضحة
لتقول"وعد" بتعجب واضح ممزوجًا بسخرية صريحة :
فى ايه يابنات؟ مين غيث دا ؟ يكونشى حبيب قلب البنات وأنا معرفشى
كأنها لم تسمعها ، كل ما كان يشغل عقلها فى تلك اللحظة هو تعجب رنا وملامحها الغريبة ،لتسالها بحدة نسبية قائلة:
تعرفيه منين يا رنا؟ قابلتيه فين قبل كدا؟ اتكلمتوا قبل كدا ؟ أنتِ اصلًا منزلتيش الكلية غير كام يوم و يتعدوا على الصوابع شوفتيه فين بقى ؟
قطبت"رنا" حاجبيها متعجبة من طريقة صديقتها قائلة:
يابنتى ايه كل دا حيلك حيلك ، معرفوش أصلًا أنا بس الاسم عاجبنى ، فحبيته بس مش أكتر
هتفت "ديما " بضيق وغضب واضح قائلة :
نعم حبتيه ! حبيتى مين ؟
تسمرت فى مكانها لثوانى معدودة ،لا تعرف لم تلك الطريقة التى تخاطبها بها ؟ لتقول"رنا" بغضب مماثل:
يابنتى فى ايه لكل دا ؟ حبيته ، حبيته الاسم يعنى ، ما أنتِ عارفه أنى بحب المطر ، ففى ايه يا ديما مالك كدا؟ أهدى شوية يا حبيبتى ليطقلك عرق كدا ولا حاجة
هتفت"وعد" بنفاذ صبر قائلة:
باس stop fighting لحد هنا ، أنا مش عارفه مالكم فى ايه؟
نظرت "رنا " ببعض الإستياء ثم قالت :
أنا مليش يا وعد ، أختك اللى مش طيقالى كلمة، معرفشى مين غيث اللى هناكله دا بمجرد كلمة قولناها ؟

شعرت "ديما" بفداحة ما أقترفته لتقول بآسف واضح:
أسفه يا رنا مكنشي قصدى ، حقك عليا، أنا بس استغربت أنك تعرفيه
لكن "رنا"هتفت مسرعة بالنفى :
معرفوش يا عالم ، معرفوش يا ناس
اقتربت"ديما " منها مقبلة رأسها قائلة بهدوء:
خلاص ، خلاص ،اسفه يا بنتى حقك عليا ،وأدى رأسك هبوسها
قطعت "وعد" تلك اللحظة السعيدة قائلة بمرح: بس خلاص اتصفينا، مين بقي غيث دا يا ديما؟
لهتف "رنا " هى الآخرى قائلة بتسلية :
أه، أوعى تكونى فكرانا هننسى ، لا عايزين نعرف مين دا ؟ وليه محموقه عشانه كدا؟ بصى من الأول يا سلوى، من الأول خالص
ابتسمت على طريقتها ، ثم قالت بهدوء ينافى دقات قلبها المتسارعة: دا دكتور عادى يا جماعة
لكن رنا تعرف طريقة هروبها تلك جيدًا ،لتقول بنبرة ثابته واثقة:
وهو الدكتور العادى تهاجمينى عشانه كدا، طب ياستى ماشى هنعمل مصدقينكم ، أحكيلنا عن الدكتور العادى ،عادى يعنى
غمغمت" ديما" بخفوت قائلة:
هو كان معيد ولسه النهاردة أول محاضرة ليه
زفرت "وعد"بحنق قائلة بينما كانت تتناول طعامها:
هى بتسالك عن تاريخة المهنى، ما تحكى يا ديما شكله، شخصيته، اى أكشن عشان نعرف نبلع اللقمة
أجابتها "ديما" بهدوء :
طويل وقمحى وشعره كيرلى شوية
قاطعتها "وعد" قائلة بسماجة:
خواتم يعنى
هتفت " ديما " بإعتراض قائلة:
كيرلى يا جاهلة
أكلمت "وعد" مضغ طعامها كدلالة على عدم اهتمامها بذلك التعديل اللغوى ، ثم قالت بتزمر:
تمام يا ستى كملى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن