١٢/٠٧/٢٠٢٣
(كان القبول طوق نجاة )
"بددت رفضى بالقبولِ فما عدت أعهدنى "
_رنا حسام راشد
______________________________________
وقفت "رنا"مصدومة من كل ما تراه و خاصه أنها بمفردها من تواجه كل هذا العبث ،لم يكن "غيث" فى أى مكان قريب منها ،بحثت عنه بعينها ،منتظرة أن يأتى و ينقذها كما يفعل دائمًا ،أ ليس هو منقذها حتى و إن رفضت البوح بذلك ؟
لكن صديقه هو من قام بمهمة الإنقاذ تلك المرة ،حيث صعد و أمسك بمكبر الصوت و صاح دون تخطيط مسبق فقط هتف بأول ما تبادر على ذهنه ببلاهة شديدة :
أنا مش فاهم أنتم مستغربين ليه ؟ واحد و حاضن مراته ايه المشكلة فى دا ؟
و بالتزامن من جملته تلك دلف "غيث" للقاعة و باتت الأضواء مسلطة عليه و على زوجته المزعومة كما صاح "أحمد" منذ لحظات بسيطة
ربط "غيث"الأمر سريعًا ما أن رأى تلك الصورة المعروضة على الشاشة الكبيرة ،و لحظات و كان يجارى صديقه فى الأمر بقبول مصطنع رغم ضيقه الشديد و غضبه الذى يتفاقم بشكل ملحوظ ،و هذا ما جعل الرفض من جانبها أمر حتمي
لكن صدقًا رغم تظاهره بالقبول فقط فبداخله رفض كبير ،رفض بسبب حياته التى لا تستكين ولو للحظة و مشاكله الكثيرة و صراعاته الدائمة التى تلاحقه و كل هذا أمام عينيها الجميلة لا معنى له ،و هذا ما يضعفه أكثر فأكثر ،فالحب ضعف كبير مع أمثاله.
حياته على المحك و الهاوية دائمًا بقربه على بعد خطوة واحدة ،فكيف سيمكنه التضحية بها لتصبح رهينه كل هذا فى لحظة تسرع ؟و الأسوء أن تنال نفس مصير زوجته الراحلة ،و هذا ما لن يتحمله .
................................................................
(منزل آدم الريحانى )
بعد انتهاء ذلك الحفل الكارثى ،و مغادرة الجميع لمنازلهم و الصدمة تعلو وجوههم ،رغم أن البعض كان يعرف بالأمر مسبقًا ،فهناك شرارة واضحة بين كليهما حتى و إن رفضا الإعتراف ،فلا يمكن لأحد تجاهل مشاعر الانجذاب ،خاصة الأعداء.
كان "أحمد" يقف فوق الأريكة و يصرخ بغضب و استنكار:
يا غيث أعقل ،مش كدا ،احترم أنى راجل متجوز دلوقتى ،مينفعشى أبدًا أروح لمراتى بلكوميه فى نص وشى ،عيب حتى فى حقى
لكن "غيث"لم يكن يستمع له من الأساس ،كان يحاول الوصول له باستماتة شديدة و يصارع صديقه الثالث الذى يحاول منع تلك المعركة ،حيث كان "آدم" يكبل "غيث" و يقف أمامه مانعًا اياه من الوصول لذلك الشقى الذى يقف على الأريكة خلفه و ينتقل من الطرف الأيمن للأيسر كمراوغة طفولية منه
فى النهاية شعر "آدم" بالإنهاك الشديد و لم تعد قدمه قادرة على حمله ،لذلك صاح بنفاذ صبر:
خلاص يا غيث سيبه بقي ،أنا بجد تعبت
لكن بلحظة مباغتة منه ،قام "غيث" بدفع "آدم" بخفة ليسقط جالسًا على الأريكة و تمكن من الوصول لفريسته و الذى كان يسقط هو الآخر جالسًا بعدما حصل على لكمة قوية فى وجهه
كان "أحمد"يدلك موضع اللكمة و يقول بتذمر و استهجان:
يا عم بقى ايدك تقيله ،الرحمة حلوة
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
