_٤٧_(ومن الحب ما قتل)

15.5K 471 682
                                    

{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ }

﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 17، 18]
صَدَقَ اللهُ العَظيمُ

________________________________________

٦/٦/٢٠٢٤
(ومن الحب ما قتل)
تعريف الحب مُعقد ولا يوجد مفهوم مُؤكد، فلكل شخص منا طريقة للحُب تختلف اختلافًا كليًا عن الأخريين، عن من يحيطون بك ويتناولون الطعام على نفس الطاولة معك وربما تتقاسمون قطعة الخبر الواحدة بكل رحابة صدر .
البعض يجد "الطاعة" حُب أو ربما تحت شعار جملة آخرى أكثر وضوح وشفافية ولكن وقعها صعب على الأنثى، ترفضها رفضًا صريح وهى ليست سوى
"الخضوع والمَهانة المُلتوية"
وهذا من وجهة نظر البعض ليس حبًا، بل رغبة والفرد لا يكتشف فيها نفسه ولكنه يكتشف نوعه المثبت سابقًا فى بطاقة هويته ولكنه أراد التأكد ربما يعانى من بعض المشاكل الجندارية، لا أحد يدرى .
والبعض يجد" المشاكسة والمناكفة "حُب، طريقة مليئة بالصخب والضوضاء ولكنها مُفعمة بالحيوية وبعيدة كل البعد عن الملل وهذا نادر الوجود وإن وجد فهو كنز ثمين، وهناك آخرون حجموا الحب فى "القبول الفطرى" ولاشىء آخر، لكن هناك مئات الأفراد عجزوا عن تجربة الحُب، فهل يعنى ذلك بألا حق لهم فى الإدلاء برأيهم ؟!
أليس البعيد عن الدائرة المُغلقة يرى الأمور بكل وضوح دون إلتباس أو مراوغة ؟!
ماذا عنك ؟! ما هو الحُب ؟! مجرد إعجاب جسدى دون توافق روحى سينتهى بمرور الوقت ويتحول لرتابة وملل تحت قيود الميثاقِ؟! أم التقاء روحين عجزوا عن الوصول لبر الأمان بمفردهم واجتمعوا ليصلوا سويًا بكفوف مُتعانقة للنهاية المحفوفة بالأسلاك الشائكة ؟!
أم ربما مزيج من كل نعيم الدنيا برداء الأحلام الوردية ؟!
نافذة يطل منها الانسان على حقيقته، يعرف نفسه، يكتشف مواضع قوته وضعفه، يكتشف ما كان يضمره حتى عن شخصه وللمفارقة العجيبة يتقبلها بقبول الطرف الاخر لها.
الحياة الخالية من الحب حياة باردة موحشة لا مذاق بها، كطعام دون توابل، قد يسد الجوع، يحجم أصوات المعدة الخاوية ولكن بالتأكيد سيسئم المرء منه بعد فترة ويتمرد عليه، يرفضه رفضًا قطعيًا والبعض قد يفضل الموت عوضًا عن تناوله مجددًا، تمامًا كحياته دون مشاعر تنساب فيها الرغبات مضعضعة ميتة من الملل والضجر والفراغ .

أرى الحب خليطًا من" الحرية والأمان تحت كنف العدل" لا قفصًا بورقة يمكن أن تمزق أمام قاض أو مع كلمة مقتضبة من أربع حروف مجردة من أى مشاعر و الاسوء قد يخالطها "الكره" ليكون نقيض ما اجتمعنا عليه فى البداية.
فلا سجن أكثر ظلمة للمرء من قلب مُنهك سئم من العطاء دون مقابل، ولا سجان أكثر قسوة عليه من مُحبوبٍ جاف اعتاد الأخذ كحق مُكتسب .
_هدير الفقى

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن