عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:
(( لولا أنْ أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ))
[متفق عليه] .
______________________________________
١٤/١٢/٢٠٢٢
(لا أريدك يا أمى)
"أَكْرِهُكِ وَأَتَلْهَّفُ بِشِدَّةٍ لِوَصَلَكِ
أُنَاقِضُ نَفْسِى وَأَهْفُو دَائِمًا لِقُرْبِكِ
لِمَ؟! لِمَ يَا أُمِّى ؟!"
_غيث الحديدى
______________________________________
تقف مذهولة
لم تتوقع تلك الصدمة، كيف عرف؟ ومنذ متى؟ والأكثر رعبًا بالنسبة لها ماذا سيحدث بعد معرفته؟ كانت تشبه الشخص المدمن فى ترنحه بعد تناوله جرعة كبيرة ناهيك عن عدم الإتزان فى تلك اللحظة السوداء.
أرادت الصراخ بوجهه وتعنيفه كما تفعل دائمًا كلما ضعف موقفها فى أى نقاش، ولكن صوتها لم يسعفها الآن .
هى فقط تقف فى منتصف الصالة لا تريد أن تدير وجهها له، تقف بأعين متسعة وعقل يعمل فى كل الإتجاهات إلا الجهة المنشودة .
تريد أن تخرج من هذا المأزق بأقل الخسائر الممكنة ولكن صدقًا هى الخاسرة منذ مدة بعيدة، خاسرة حين ضحت بتلك الروح البريئة التى لاذنب لها وستعانى فيما بعد حين تصبح وحيدة لا أحد لها
حتى من تربطه به علاقة وثيقة سيكون أول الراحلين.
عوضًا عن الإعتذار ومحاولة إصلاح ما أفسدته، هتفت متسائلةً بحدة :
عرفت منين؟مين اللى قالك يا "سامح" ؟
" ساره" اللى قالتلك صح ؟
ابتسم بسخرية وقال بعدما عقد ذارعيه أمام جسده :
هو دا كل اللى يهمك، عرفت منين ؟ لكن تسألينى، تكلمينى، تعرفينى أى حاجة طبيعية الأزواج بيعملوها ......لا
دا مش ابنك لوحدك على فكرة لو المعلومة دى كانت ضايعة عن بالك مثلًا أو أدويتك نسيتك
أخفضت رأسها سريعًا كى تتحاشى النظر له لثوانِ قبل أن تعود وتحاوره بقوة؛ فرغم ضعفها ظهرت بمظهر الجلاد وقالت بعدم اكتراث :
لو سألتك كنت هترفض، و أنا تعبت وبطل تلمح لحاجة مش هتفيدنا
انا مش باخد أدوية ولا مجنونة ولا أى حاجة من اللى فى بالك ونفسك فيها عشان تلاقى حاجه اسمها ضدى
الحوار كله كام قرص خدته لما حالتى النفسية مكنتش مستقرة وأحب أفكرك أنك السبب ساعتها ......بسبب خيانتك ليا
مُصرة على التعايش مع دور الضحية، مُصرة على قلب الأمور وجعلها دائمًا المجنى عليها، سئم من كل هذا وصرخ بعد حاصرها بين ذراعيه، ضاغطًا بشدة على كتفيها :
أنتِ بجحه إزاي كدا ؟ دا ابننا اللى قتلتيه، أنا ممكن أسجنك فى اللحظة دى ومش هيهمنى أى حاجة
لوت ثغرها بسخط وقالت بعد أن دفعته :
وأنا معنديش مشكلة
المهم انى خلصت من حاجة كانت تعبانى ومبوظة عليا حياتى
صمتت للحظات، كأنها تحاول ضبط وتيرة تنفسها ثم قالت بألم وحزن يناقض حديثها منذ ثوانِ :
أنا مكنتش بعرف أنام من الخوف والرعب، أنا حياتى اتحولت لجحيم من وقت ما عرفت إنى حامل، أنت مش حاسس بيا
أنا بخسر حياتى يا"سامح"، بخسر نفسى، شغلى وسبته، حتى عيادتى قفلتها، بقيت شبه الكورة، مبقتش أحب أبص لنفس فى المراية، باكل بشكل بشع، بقيت عصبية أكتر من الأول، أنا خايفة، خايفة يبقى زى "ليث"
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...
