_٢٤_(رصاصة خائنة)

9.5K 432 153
                                    

٠٣/٠٣/٢٠٢٣
(رصاصة خائنة)

لكنى أخاف،هكذا فى المطلق
مجرد التفكير بما حدث وما سيحدث؟ التفكير بشكل عام يصيبنى بالرعشة ويصيب أواصلى بالرعب الشديد
أحاول بشتى الطرق التحكم بجسدى لكنه يرفض ذلك ويقوم بخيانتى مرارًا وتكرارًا،وأعود لذات النقطة،نقطة الصفر التى تلازمنى منذ نعومة أظافرى
كلما حاولت التمرد على ضعفى يقف ضعفى مصفقًا لى ونظرة السخرية تعتليه،كأنه يتسائل بإستهزاء
هل أنت يمكنك الفوز علي كان غيرك أمهر .
نعم فالجميع أمهر بإستثنائى،وأنا الخائف الوحيد بينهم
خائف من الحب ومن قلبى الضعيف أمامه،والأسوء خائف من عينيها التى تصيبنى برجفة لا يمكننى التحكم بها وتفضح مشاعرى أمامها بكل بساطة

"وكيف يمكننى المـُضي بحياتى ومأواى الوحيد عيناكِ؟!"
_غيث الحديدى
...............................................................

خرجت من المنزل تحمد ربه‍ا أن أحدًا لم يرها ،ولكن ليس كل ما نتمناه نناله ببساطة
فبمجرد أن خطت أول خطوة خارج عتبة المنزل وجدت شقيقتها أمامها وعيناها تطلق شرارات حادة ،تكاد تجزم إن كانت النظارات تقتل لكانت فى عداد الأموات الآن
حاولت التحرك من أمامها لعلها تنفد بجلدها لكن الآخرى طاردتها ،فهتفت "ديما" متسائلة بصوت مضطرب :
أنتِ بتعملى هنا ايه؟
طالعتها "وعد" بإنزعاج شديد ولكنها أجابت على سؤالها بسؤال ساخر :
أنا بردة اللى بعمل هنا ايه ،ولا أنت؟
أجابتها "ديما" وهى تتحاشى النظر لوجهها حتى لا تُفضح كذبتها:
أنا ،أنا كنت بزور بابا ،ايه المشكلة؟
ابتسمت "وعد" بسخرية ،وهذا ما أفسد أعصاب الواقفة أمامها ،لكنها هتفت فى النهاية قائلة بإستهجان:
بتزورى بابا،ولا بتديله الفلوس اللى أدتهالك ماما؟
صُعقت من ردها ،لم تكن تعتقد أن كذبتها ستنكشف بتلك السرعة ،فهتفت بنفى واضح :
أنا ،أنا معلمتش حاجة غلط
لم تمهلها فرصة للتبرير حيث صاحت"وعد" بقوة وعنف :
وهو أنك تستغفلى الست الغلبانه اللى طافحة الكوته عشان تكبرنا وتدى لأبوكى شقاها وتعبها عادى كدا مش غلط
حركت"ديما" رأسها نافيةً ما قالته شقيقتها بينما كانت تحاول التبرير قائلةً:
وعد ،أفهمينى
قاطعتها"وعد" قائلةً بحدة:
أنا مش هفهم حاجة، ومش عايزه أفهم ،أنا طالعه للى فوق دا أرجع فلوس أمى ،حرام اللى بيحصل دا
قالت ذلك متجهةً للصعود إلى منزل والدها لكن شقيقتها أمسكتها من معصمها قائلة برجاء:
لا عشان خاطرى بلاش ،بابا محتاج الفلوس دى قوى
ردت عليها بسخرية ونفور بينما أزاحت يدها عنها :
محتاج الفلوس فى ايه بقى إن شاء الله ؟ أكيد فى الهباب اللى بياخده ومطلع عينا بسببه،ولا تلاقى عليه دين من اللعب
حركت "ديما"رأسها نافيةً وهى تقول بإستعطاف:
لا بابا قال أنه بطل ،صديقنى أكيد بطل
لم تتحمل"وعد" أكثر من ذلك لتهتف بغضب وكره حقيقي :
أبوكى كذاب ، مش كذاب وبس لا دا عاله على أمك ،الراجل اللى يقبل أنه ست تصرف عليه يبقي ايه غير عاله
ولم يكن رد فعل الواقفة أمامها بأقل منها حيث صاحت هى الآخرى قائلةً بغضب:
أحترمى نفسك أنا مسمحلكيش تقولى كدا على بابا
زفرت "وعد"أنفاسها بضيق بينما شعرت بألم يجتاح صدرها حاولت التغافل عنه ثم قالت بحدة:
بابا، وهو فين بابا دا ؟ دا راجل عايش على قفا مراته وبناته ،دا مش أب ،افهمى بقى ،دا بيستغلك يا ديما ،بيستغل حبك ليه،راجل زى دا ميستاهلشى يتقال عليه أب
حركت رأسها رافضةً تصديق تلك الحقيقة وهى تقول تبرير مغفل:
لا بابا كويس،هو بس ظروفه مش أحسن حاجة الوقتى،لكن هو مفيش أطيب ولا أحن منه،بابا بيحبنى يا وعد،بابا بيحبنى
لوت "وعد" شفتيها قائلةً بتبرم :
الأب مبيفرقشى بين عياله يا ديما،لو كان بيحبك فعلًا كان حبنى أنا كمان،لكن هو بس بيستغفلك عشان تجبيله اللى يحتاجه ،أنت ناسية سلسلتك الدهب اللى بعتيها عشانه وضحكتى على ماما و قولتلها ضاعت،ولا تليفونك اللى قولتى أتسرق وهو اللى كان واخده منك ،أنتِ ليه مصرة تبقى مغفلة؟
ردت عليها شقيقتها قائلة برفض صريح :
لا ،أنتِ بتقولى كدا عشان متغاظه منى ،متغاظه أنه بيحبنى أنا وأنتِ لا
صاحت"وعد" بحدة بعد أن يأست من غباء شقيقتها :
يتحرق دا حب لو كان بالشكل دا

مريض نفسى بالفطرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن