٢٥/٠٤/٢٠٢٣
(فارق الحياة )"الكثير من الأشياء تحدث خلف الأبواب المغلقة"
______________________________________فى صباح يوم جديد
لم ينم من الأساس كى يستيقظ حيث بقى الليل بطوله يعتنى بوالدته ،كانت تنام للحظات ثم تعود لتصرخ بفزع من الكوابيس و الخيالات التى تلاحقها
كان يحاول بشتى الطرق أن يطمأنها و يشعرها بالأمان فهو يعرف تلك الحالة جيدًا حين تصبها تصبح كالطفلة الصغيرة تخاف من كل شىء الا هو ،فقد عاصر معها تلك الليلة المؤلمة منذ ثمانى سنوات ،لا ينكر فرحه للتخلص من هذا الوحش الذى دمر طفولة كل منهما لكن فى النهاية يظل جده شاء أم أبى
تمللت فى نومها و شعر هو بذلك فانهض من الفراش و اتجه للمطبخ يبدأ فى إعداد الأفطار لأجلها
نهضت بعد فترة بسيطة ،بحث عنها بعينه و حين لم تجده بالقرب منها اعتقدت أنه تركها ،ابتسمت بسخرية ،و لكنها لم تكد تكمل الثانية الواحدة ،حيث سمعت صوت مصدره المطبخ ،اتجهت سريعًا له و ما أن رأته حتى ابتسمت باتساع و قالت غير مصدقه :
كنت فكراك مشيت
التفت"غيث" لها و قال بمشاغبة بينما كان يقوم بتقليب المخفوق الذى يعده فى اناء متوسط الحجم يحمله بين يديه :
همشى أروح فين يعنى ؟ دا بيتى على فكره لو مش واخده بالك يا دكتورة
كانت"الطبيبة منال" ستبكى من الفرحة،بسبب حديثه و قالت بينما كانت تقترب منه لتأخذ ما يحلمه بين يديه :
أه أه بيتك ، طب روح ألبس على ما حضر الفطار أنا
حرك "غيث" رأسه رافضًا و قال بهدوء :
لا متتعبيش نفسك روحى أتوضى وصلى و أنا قربت اخلص
أومأت "الطبيبة منال" برأسها و قالت بينما كانت تتجه سريعًا للمرحاض:
حاضر ،حاضر يا غيثابتسم"غيث" حين نطقت اسمه ، و لكنه حاول ألا يظهر ذلك ،فهو يعرف أن تلك الحالة لن تدوم طويلًا ،حيث ستعود لحالتها الطبيعية بعد فترة قصيرة ،فلا فائدة من تشيد أحلام و آمال واهيه ثم يسقط فجأة مرتطمًا بشدة بالأرض
بعد مدة كانت تتناول الأفطار معه فى جو هادىء، إلى قالت متسائلةً بقلق:
هو أنت هتقعد هنا قد ايه ؟
ترك"غيث" المعلقة التى كانت بيده بهدوء ثم نهض و قال :
لو عايزانى أمشى، همشى حالا
نهضت"الطبيبة منال" خلفه سريعًا و أنسكت بيده و هى تقول بألم واضح :
لا لا مش قصدى ،أنا بس عايزه اعرف،لو ينفع تعد فى البيت هنا فتره ؟ مش عايزه ابقي لوحدى
ابتسم "غيث"بإقتضاب و عاد وجلس بمقعده ثم قال بهدوء:
مش هسيبك غير لما تبقي كويسه ،متقلقيش
كانت ما تزال واقفة بمكانها ،لكن و بمجرد أن قال ذلك أسرعت و عانقته بشدة و هى تقول غير مصدقة:
بجد ،مش هتسبنى
بدالها"غيث" العناق و قال بهدوء بينما كان يربت على ظهرها فقد أحس بدموعها المنهمرة على كتفه:
لا ،أنا كمان زهقت من العيشة لوحدى ،خلينا نحاول ندى فرصة ،مش هتبقى الآخيره عارف ،بس خلينا نحاول نطول كل فرصه ناخدها ،يمكن يبقي أحسن لينا احنا الاتنين
ابتعدت عنها و هتفت بمرح :
هعمل الأكل اللى بتحبه النهارده
حرك "غيث"رأسه رافضًا و قال بينما كان يحك جبهته بتوتر :
لا أنا عازمك على الغدا برا ،لو مش مرتبطه بميعاد يعنى ؟
حركت"الطبية"منال رأسها سريعًا و قالت بسعادة:
لا هلغى كل مواعيدى فى العياده
ابتسم "غيث" لسعادتها و قال :
لو حاجه ضرورية متلغيهاش، كدا كدا ايام كتير سوا ،أنا شبعت عن اذنك عشان متاخرشى على الشغل
أنت تقرأ
مريض نفسى بالفطرة
Actionمريض حُكِمَ عليه بعيش الازدواجية فى كل شىء ، إلى أن قابلها، منحته قلبها رغم معاناتها السابقة ولكنه رفض البوح بماضيه، عانت معه الى أن أعترف بحبه وهنا كانت المشكلة، حين بدأ الحب يتلاعب مع مرضه، ولكن هل الماضى له رأى آخر؟ من منا سليم؟ الكل يصارع فى يوم...