الحلقة 56

221 21 1
                                    

خليلة هوس احضان السياسي
الحلقة 56

ظل ينظر لها ساكت .
سيلار بدموع :لقد كنت حبيسته ، يغلق ابواب قصره المرعب الذي كان بمثابتة السجن و يعتدي علي بشكل يومي .كلنا سمعت صوت القفل يعني اغلاق القصر و بداية الكابوس و الجحيم الا متناهي .لهذا كلما رايت باب مغلق انفعل هكذا .
ضمها ساهر بقوة لحضنه و هو يبكي :اسف لما حدث معك حبيبتي ، اسف لطفولتك المنتهكة صغيرتي ،  ليتني عرفتك سابقا ، ليتني وجدتك في الماضي ، ليتني كنت منقذك و فارس احلامك .لا يمكنني تغيير الماضي لكنني اعدك بانني ساغير المستقبل .
سيلار :و كيف ساثق بك من جديد ؟ انت دمرتني اكثر من الجميع ساهر ؟ حبنا تحول من صادق الى كاذب تحول من النقاء الى السم .
قبل راسها بعمق :سنتجاوز هذا معا ، سيكون صعبنا علينا لكننا سنتجاوز هذا معا لاننا داء و دواء بعض . حتى و ان جرحنا بعض سنداوي هذا الجرح حتى و ان احزنا بعض فسعادتنا مرتبطة ببعض .لا استطيع العيش بدونك سيلار .ساموت اذا ابتعدتي عني مجددا .
ساحضر شيء ساخن نشربه .
ساهر :حسنا

اتجهت للمطبخ و حضرت شاي بالحليب  ، كان ساهر جالس على الاريكة مقابل المدفئة و فجاة توتر .
ساهر في نفسه :اللعنة لم اكن اعلم ان سيلار تخشى الامكان المغلقة ، اذا رات المفتاح سيحدث سوء فهم جديد .
نهض و كان سيتجه الى المطبخ لكنها عادت بهدوء تحمل كاسين حليب .
ساهر في نفسه :لو انها رات المفتاح لما بقيت هذه لهذه الدرجة .
جلست بجانبه و اعطته الحليب الدافىء : تفضل .
ساهر :شكرا .
شربا الحليب بهدوء و صمت .
ساهر :لم اكن اعلم انكي تجيدين الطبخ .
نظرت له باستغراب :لم افعل شيء .
ساهر :انه لذيذ و ساخن .

انتبه لبعض الحليب بجانب شفتيها .
ساهر :لقد الطخت شفتيك  بالرغوة .
سيلار :لا شان لك .

ظل يراقب حركة  شفتيها و هي تشرب و ينظر للمكان الملطخ .
تقدم منها ببطىء دون ازالة عينيه .
سيلار باستغراب :ما بك
تقدم منها و مص مكان اللطخة ، اغمضت عينيها و احمر وجهها ضاغطة على وسادة الاريكة التي بجانبها .
ساهر بهمس :هكذا اصبح طعمه افضل .
سيلار بهمس :ساهر يكفي رجاءا .
ابتعد عنها قليلا :حسنا اسف .
عم الصمت من جديد للحظات قبل ان يكسره ساهر .
ساهر :ذوق السيدة عبير رفيع ، بيتها جميل و متناسق  .
سيلار :نعم ذوقها رفيع جدا .
وضع يده على خصلات شعرها :نشفي شعرك قبل ان تمرضي انتي حامل و اذا مرضتي لا يمكن ان تاخدي ادوية .
حركت راسها بنعم ، ثم احضرت منشفة و مشط ، جلست على فرش صوفي بجانب المدفئة و بدات تنشف شعرها شاردة تفكر بشيء .
ظل ينظر لها مراقب خصلات شعرها التي تهتز مع المنشفة .تقدم منها و جلس بجانبها  فوق الفرش الصوفي .
اخد المنشفة من يدها :هل يمكنني ؟ ارجوكي .
حركت راسها بنعم و استغرب هدوئها و قبولها بسرعة .
نشف شعرها ،ثم اخد المشط يسرح شعرها .
ساهر بابتسامة :في الماضي كنت اسرح شعر ملك فقط لكن مستقبلا ساكون والد بنتين ساقدم لها الحب مثل اخوتها ، ساعلمها و احميها .
ابتسم بلطف :لن اجعلكي تغاري ابدا من بناتك انتي مدللتي و حبيبتي .
سيلار بشرود :ليت واقع  الحياة هادئ و مريح مثل الاحلام ، ليت كل شيء يخطر على البال يتحقق .لماذا الحياة قاسية لهذه الدرجة ؟
تنهد ساهر بعمق :كم اتمنى اخدك و اطفالنا لعالم بعيد عالم خاص نعيش فيه نحن فقط بحب وسعادة ابدية بعيدا عن الماضي و عن الظلم و قسواة الحياة .
سيلار :لو كانت جميع الاماني تتحقق في الواقع لما كان هناك داعي للاحلام .
ساهر :هل فكرتي باسم للطفلة ؟ ما رايك بسالار ثمرة حبنا تجمع اسم كلينا .
سيلار :الحب اصبح سام ، و انت تخليت عن هذه الثمرة جردتها من اسمك و شككت في ابوتك  كسرتني جملتك ساهر ، الظروف الوحدة  اليتم و انعدام السند  اجبروني ان امتلك بالقوة لكن كيف فكرت انه بينما انا ملكك و احببتك ان اخونك و اكون لغيرك .
ساهر بحزن :اعلم انني جرحتك كثيرا لكن حاولي ان تضعي نفسك مكاني ولو لمرة واحدة .اعلم ان حجم جرحي ليس بمقدار حجم جرحك لكن جرحي ليس سطحي ولا يستخف به .
مررت يدها على بطنها :يوم علمت بوجودها عاد الامل و السعادة لحياتي ، كان اجمل احساس اشعر به  في كامل حياتي ، احساس مريح سعيد ان تنمو طفلة داخلي من الشخص الوحيد الذي احببته في حياتي ، فكرت وقتها ان ثمرة هذا الحب ستصلح ما كسر بيننا و انها ستجمعنا من جديد .
تخيلت عدة تخيلات سعيدة باخبارك و كيف ستكون ردة فعلك ،  تخيلت كيف ستاخدني في حضنك و تخبرني انك تحبني و سعيد بهذا الخبر ، تخيلت كيف انك ستتخطى كل شيء و كيف ستهتم بي و تسعدني فترة حملي لكن ردة فعلك كسرت قلبي ، تلك الليلة لم اشعر انني في حضن حبيبي الآمن و الدافىء الذي اهرب و التجىء اليه ، تلك الليلة انتهكت كرامتي ، كان اصعب قرار اتخده هو الهرب لاحمي طفلتي من والدها .
نزلت الدموع مثل الشلال من عيون ساهر  بصمت لشعوره باحساسها ، و هو يمشط شعرها .
سيلار :في الاشهر الاولى كم تمنيت ان تحضر لي الاطعمة التي اشتهيها ، و ان تساندني في تقلبات معدتي و غثياني ، تمنيت ان تمسك يدي يوم سماع دقة قلبها الاولى ، كم كنت احزن عندما ارى الاباء يرافقون امهات اطفالهن للفحص بشكل مستمر كم تمنيت ان تراقني الى المتجر و تختار معي ملابس نتخيل فيها صغيرتنا .
التفت و لامست وجهه :لكنك لم تفارق خيالي ابدا كل الاشياء التي ذكرتها عشتها معك في مخيلتي .ارايت الان ما اجمل الاحلام و ما ابشع الواقع .
قبل عينيها المدمعة ثم قبل راسها و يديها :لا يمكنني تعويضك على ما فاتنا لكن يمكنها صنع ذكريات جديدة سعيدة في المستقبل .
التفت مجددا و اعاد تسريح شعرها .
سيلار بجدية :ماهو اسوء شيء لا تستطيع تحمله ؟
ساهر دون تردد :خسارتك بعد ان وجدتك .
سيلار :لكننك اخبرتني انك ستجدني اينما ذهبت .
ساهر :مكانك اجده ، لكنني اخشى ان يسمم حبنا لدرجة منح مكاني لشخص اخر في قلبك .
حضنها من الخلف و قبل خدها :هذا هو معنى الخسارة ان يكون قلبك ملكا لغيري ، اموت اذا حدث هذا لن استمر .نبظات قلبي مرتبطة بنبظات قلبك اذا حدث هذا سيتوقف نبظي .
قبل خدها من جديد و داعب وجهه بوجهها :لكن مخاوفي لن تحدث لان سيلار ملك لساهر و ساهر ملك لسيلار للابد ، القدر الذي جمعنا و جعلنا نقع في حب بعضنا و يجمعنا كل مرة لن يفرقنا .

خليلة هوس احضان السياسي كاملة(النسخة الهندية )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن