٥- ملاكي الحارس

19.5K 622 26
                                    


وصلت "رحيل" إلى الشركة وحمدت ربها كثيراً أنها لم تجد هذا الغاضب أمامها، من الواضح أنه لم يصل إلى الشركة بعد، تنهدت براحة وذهبت إلى مكتبه وجلست به حتى يأتي، وفي تلك الأثناء عند "عاصي" كان يستعد للخروج ولكن وجهته لم تكن الشركة بل كانت مصحة الأمراض النفسية، خرج من غرفته ومن المنزل بأكمله دون أن يتحدث مع أي شخص، وبعد خروجه بدقائق استيقظت ليلي ومعها حنان جدتها، نهضت "ليلي" بنشاط على غير عادتها وفتحت دولابها لترتدي أفضل ما لديها وكان عبارة عن فستان يكشف عن ساقيها الصغيرتين والذي إذا التفت التف زيل الفستان حولها وكأنها زهرة تستنشق أنفاسها في بداية موسم الربيع، كان الفستان بلون الورد الأحمر الهادئ وبه رسومات من برامج كارتونية تحبها ليلي جدًّا ومشطت شعرها الذهبي برفق وجمعته معاً وانزلت خصلتين منه فقط بمساعدة مربيتها لأنها لم ترغب في إزعاج جدتها وما هي إلا دقائق وكانت قد انتهت وخرجت من غرفتها وعندما رأتها "حنان" قالت بدهشه:

- رايحه فين بدري كده وإيه الجمال ده كله

قالت الطفلة بحماس:
- النهاردة خالوا عاصي وعدني أنه يفسحني عشان كده أنا لبست ورايحه ليه الشركة بتاعته

- بس لسه بدري يا ليلي

- أيوة عارفه بس هو وحشني وأنا بقالي أيام كتير أوي مش بشوفه عشان كده هروحله وهفضل معاه من أول اليوم

- طيب هو عارف؟

نظرت لها "ليلي" للحظات ثم كذبت عليها وقالت:
- أيوة طبعاً عارف يا تيتا

- خلاص ماشي بس برضو مش هتروحي دلوقتي استني شوية بعدين هبعتك مع السواق

ضحكت "ليلي" بفرحه وجلست مع جدتها على المائدة حتى تتناول فطورها، وعندما انتهت خرجت من المنزل مع السائق حتى يتجه بها إلى شركة "عاصي"

                              ***

كانت تجلس في الجنينة المطلة على غرفتها بشرود وعدم تركيز كعادتها دوماً، حتى ميّز أنفها رائحته قبل أن يصل فانتفضت من مكانها بسرعه وظلت تنظر حولها وكأن عيونها تبحث عنه بشوق يتيم يبحث عن وجه أمه في كل الناس، وكان إحساسها صحيح فبعد ثواني طلَّ عليها عاصي من بعيد وكان وجهه خالي من أي ابتسامة، وقفت مكانها بابتسامة ثم تلاشت تلك الإبتسامة عن وجهها وعادت مكانها مرة أخرى وغرقت في شرودها، جاء الآخر وجلس بجانبها بهدوء وظل الاثنان بهذا الصمت حتى قال "عاصي":

- أخبارك إيه؟

- شايف إيه

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن