الاقتباس الأول من الجزء الثاني ..

5.7K 159 13
                                    

فطالعته الأخرى بعينين مُتسعتين لأنها سمعت تلك الكلمات منه ولأول مره، وعند إدراكها لما قاله كان الآخر قد ترقرقت الدموع في عينيه رُغماً عنه وأردف:

- مش هقدر اتخيل إنه إنتِ أو اللي في بطنك تتأذوا من غير ما أكون قادر أعمل حاجه، مش هعرف أعيش وسط كل الضغط ده تاني

جثت "رحيل" على ركبتيها ثم وضعت وجهه بين كفوفها وقالت:

- أنا في أمان طول ما أنا جمبك، استوعب إن الحل مش بعدي عن هنا اللي عايز يأذيني هيأذيني حتى لو بعيده، أرجوك بلاش تبعدنا عنك ده مش حل، ويا سيدي سلّمها لله ومش هيحصل حاجه أصلاً، شريف ده كان واحد مريض واهو أخد نصيبه، بلاش تخليه يعكر علينا مستقبلنا وخلاص أنا كلها تلت شهور واولد أهو

طالعها "عاصي" للحظات ثم قال بنبرةً قاطعه:

- من هنا ورايح مش هتنزلي من البيت غير معايا ومفيش نزول أصلًا أي حاجه عايزاه هتيجي لحد عندك تمام!

طالعته بنظراتٍ مُحبه قائلة:

- استحمل أسى الدنيا كلها بس أبقى جمبك ومعاك

بادلها تلك النظرات المُحبة، ثم قبّلها في كف يدها كما أعتاد دومًا وسندت هي رأسها على كتفه..
وبعد لحظات نهضت من مكانها بفزعٍ قائلة:

- نسينا نروح لمريم!! مش النهاردة السبوع بتاعها

قال "عاصي" بهدوء:
- هنروح متقلقيش، جهزي نفسك يلا وأنا هعدي على أمي أجيبها هي وليلى وهاجي أخدك ونروح

فقالت "رحيل" بحماس:
- إيه رأيك نعملها مفاجأة!!

هبَّ "عاصي" من مكانه قائلاً برجاء:

- إنتِ بالذات لا! مفيش مفاجأة عملتيها غير وبوظتي الدنيا كلها، فاكره في عيد ميلادي لما كنتِ هتولعي في البيت!

طالعته بإحراج قائلة:
- ما أنا كنت عايزه اعملك مفاجأة متجيش على بالك

قال الآخر بتهكُّم يصحبه انفعال طفيف:

- تقومي حاطة الشمع على السرير وعلى الستاير!! خلتيه يلزق على الستاير إزاي أصلا!

ردت "رحيل" بمرحها المعتاد:
- يا لئيم مش هقولك ده سر، يعني أنت علّقت على دي ومعلقتش على أول طبخة ليا لما حصل انفجار في المطبخ

رد "عاصي" بسخرية:
- ما هو محدش عاقل يسيب الولاعة جنب النار، راحت انفجرت كنتِ مستنيه إيه؟!

فقالت الأخرى بمنتهى السهولة:
- فدايا خلاص


يُتبع..

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن