١٩- ضحكة مؤلمة

13.9K 502 20
                                    

- جه الوقت اللي هحتاجها فيه

قال "بدر:"
- هي مين ؟

قالت "رحيل":
- ورد

قال "بدر' ولم يتذكر بعد من تقصد:
- ورد مين؟

- ورد صاحبتي من الحارة القديمة أنت نسيت، أيام ما كنت مع بابا وماما في الحارة القديمة قبل ما يتوفوا مش أنا حكيتلك إنه كان عندي صاحبتي وجارتي أسمها ورد وعندها أختين ريم وبسملة

فقال "بدر" بتذكُر:
- ده أيام لما أنا كنت عايش في البلد قبل ما أجي هنا ؟

- بالظبط وقتها كان بابا هيسافرلك البلد ولما الحادثة حصلت أخدت البيت ده وكلنا عيشنا هنا وبدأت شغلك حتى

- أيوة افتكرتها دي اللي قابلتيها مرة وأنتِ معايا ؟

- أهي دي كانت أول مرة أقابلها فيها بعد السنين دي

قال 'عاصي" بنفاذ صبر:
- ما علينا من التفاصيل دي، اشمعنا هي يعني ؟

قالت "رحيل":
- أخر مرة كلمت ورد عرفت فيها أنها لسه عندها الشقة بتاعتها اللي كانت في الحارة، لو طلبت منها مفتاح الشقة مش هترفض خالص ورد جدعه وفي نفس الوقت معتقدش إن حد هيتوقع المكان ده خالص

قال عاصي:
- طب ما أنتِ طلعتي بتفكري ومخك كويس اهو

- اومال أنت فاكر إيه

قال عز:
- دي فكرة كويسة جدًّا ياريت تعرفي توصلي لورد في أسرع وقت

- اتصل بيها دلوقتي؟

قال "عز":
- ياريت

وقبل أن تتحرك حتى تأتي بهاتفها قال "بدر":

- بس ده مستحيل يحصل أنا مستحيل أقبل إن بنتي تفصل في شقة مع واحد غريب عنها !

قال "عز" وقد أدرك تلك النقطة:
- فعلاً عندك حق، بس لازم نلاقي حل ده لو أنت خايف على بنتك فعلاً

صمت "بدر" للحظات ثم قال:

- تمام أنا موافق، بس رجلي على رجلي أنا مش هسيبها لحظة ولو اختفوا في أي مكان هختفي معاهم كده هكون مطمن عليها غير كده هي مش هتتحرك لوحدها

نظر له "عاصي" وقد أدرك أن معنى كلماته تلك أنه سوف يضطر أن يظل مع الرجل الذي يُذكره بوالده تحت سقف واحد!!

                             ***

وقفت هي مكانها وقد تجمدت، موقف لا تحسد عليه لا تعرف كيف تتصرف، قال "أحمد":

- بكلمك على فكرة ؟!

أغمضت هي عينيها بخوف ثم التفتت ببطء، وفي تلك اللحظة نادى أحدهم على "أحمد" فالتفت إليه ويده مازالت أمامها، فاستغلت الموقف بسرعه وخطفت البطاقة من يده والتفتت لتركض بعيداً وعندما انتبه لها واستدار ليراها كانت قد سارت إلى الأمام بخطوات واسعه، لم يعطيها إهتمام وذهب في طريقه واستقلت هي أول تاكسي ظهر أمامها، ثم ذهبت إلى بيت فريدة والذي يبعد عن بيت "عاصي" بحوالي ثلاث شوارع في العموم كان قريب نوعاً ما لذلك لم تود أن تنتقل إليه فور وصولها ولم تكن تريد أن تنتقل إليه في الأساس ولكن حادثة "أحمد" تلك قلبت تفكيرها..

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن