٢١- جرح عميق

13.8K 494 8
                                    

وفي اليوم التالي..
استيقظ الجميع بفزعٍ على صوت دق قوي على باب الشقة! نهض الجميع بقلق ووقف "بدر" و"عاصي" وخلفهم "رحيل" وهم ينظرون إلى الباب لا يعرفون ماذا عليهم أن يفعلوا ولكنهم إذا انتظروا لحظة سوف يُكسر الباب عليهم ..
تقدم "عاصي" إلى الباب وفتحه بحذر ليجد أمامه إمرأة وأخرى خلفها فاطمئن قليلاً وفتح الباب حتى يراهم "بدر" و"رحيل"، وكانت تلك الفتاة هي نفسها الفتاة التي رآها "عاصي" في الأمس ففهم ماذا سوف تقول، كانت الفتاة تنظر له بأعجاب واضح في حين قالت والدتها بغضب:

- أنت مين؟! وقاعد في شقة البت ورد ليه وسع كده خلينا ندخل

أفسح لها "عاصي" الطريق ووضع يديه في جيوبه ثم التفت لـ"رحيل"، نظرت المرأة والتي كانت تُدعى حليمة إلى "رحيل" و"بدر" بتساؤل وقالت:

- تطلعوا مين أنتم كمان

نظر "عاصي" إلى "رحيل" وعقد ذراعيه أمام صدره قائلًا:

- اتفضلي قولي إحنا مين

تلعثمت الكلمات على ثغر "رحيل" فقالت بابتسامه:

- أنا صاحبة ورد أسمي رحيل

- وقاعدين هنا ليه؟

قالت "رحيل" بعفوية:

- معقول كده يعني، دي ورد معروفه أنها جدعه حتى أنا وقعت في مشكله تفتكري ورد هتسيبني يعني

ثم تحركت من مكانها بسرعه وأحضرت مفتاح الشقة واتجهت إليها وقالت:

- حتى بصي إنتِ أكيد عارفه المفتاح بتاعها يعني، أهو

أمسكت حليمة المفتاح ودققت به ثم قالت:

- اه بالله هو صح

وكانت الفتاة والتي هي ابنتها عيونها على "عاصي' لم تزاح أبداً حتى لاحظ هو نظراتها تلك وزفر بضيق، قالت حليمة بإحراج:

- لمؤاخذه بقى أنا اتخضيت لما لقيت حد في الشقة، طب إنتِ وعرفنا إنتِ مين، مين دول بقى؟

وكانت تقصد "بدر" و"عاصي"، التفتت "رحيل" بسرعه وقالت:

- ده يبقى أبويا أستاذ بدر وده...

ثم توقفت وهي تنظر إلى عاصي بابتسامه واصبعها يشير إليه، رفع الآخر حاجبيه وانتظر ردها عليها، ابتلعت "رحيل' ريقها ثم ضحكت ببلاهة وقالت بتوتر:

- ده اا ده أستاذ عاصي

قالت "حليمة":
- أيوة يقربلك إيه يعني ؟

وقبل أن تتكلم الأخري قال "بدر":
- يبقى إبن عمها

نظرت له "رحيل" بسرعه وقالت بدون تفكير:
- أيوة إبن عمي أبوه وابويا اخوات

 رحيل العاصي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن