قد وقعت أسيرة الحيرة، هل أصدق كلمات عيونك إلى قلبي أم كلمات فوهتك إلى عقلي، كلمة واحدة منك قادرة على تحريري من هذا القيد، كلمة واحدة منك سوف تنتزعني من الجانب الرمادي وتستقر بي في الجانب الأبيض
كلمة واحدة..
ميار خالد
***
نظر له "أحمد" للحظات بخوف ثم فتح فمه وبدأ في الكلام..
أردف:
- أكيد أنت عارف إن كان في طرفين ورا اللي بيحصل مع عاصي، الطرفين دول كانوا أنا وشريف! هو كدب عليا في البداية لما قالي سبب كُرهه لعاصي وغدر بيا لما عمل كل ده عشان متكلمش ومقولش حاجه عنه، وهو اللي كان بيخطط وينفذ وهو اللي دبر موضوع الصور وكان عايز يدبس عاصي في موضوع تهريب السلاح عشان يبلغ عنه يوم التسليم وكل حاجه تدمر
نظر له "عز" للحظات وكان الصدق يملئ عيون الآخر فصدقه رغماً عنه ولأنه لم يصدق في "شريف" هذا يوماً لم يشك بكلماته، قال:- ليه بيعمل كل ده إيه السبب
- هو قالي إن عاصي كان سبب في موت أمه وأبوه اللي رباه، بس هو على كلامه إنه متربي في ملجأ وواحد أسمه أدهم هو اللي تكفل بيه
- هو شريف سِنه أد إيه ؟
- حوالي ٢٥ سنه
- يعني أصغر من عاصي بأربع سنين، بس أنا مش فاهم حاجه برضو
- ولا أنا بس صدقني ده اللي أعرفه، أرجوك ساعدني أنا نويت اتغير والله أنا معترف إني عملت حاجات غلط كتير، بس والله فوقت لنفسي وناوي أغير كل ده صدقني
نظر له "عز" للحظات ثم ربَّت على كتفه وقال برفق:
- أنا هحترم حتة إنك جيت وقولتلي كل حاجه، وده يبين حسن نيتك فعلاً وعشان أنت ساعدتني أنا هساعدك
- إزاي ؟
- ممكن اخليك شاهد في القضية، ده طبعاً لو مفيش أي دليل ضدك
- أنا مش عايز بنتي تعرف إن أبوها وحش بس، عايز أكون شخص كويس عشانها، عايز أصلح كل حاجه
- كل حاجه هتتصلح بأذن الله أنت أرتاح بس ولو احتاجت معلومات تاني هجيلك
أومأ "أحمد" برأسه ثم خرج عز من الغرفة وقد ترك أحد العساكر على بابه حتى يحميه من أي محاولة أخرى لقتله..
في اليوم التالي..
كان "عاصي" في الشركة ينتظر قدوم "شريف"، الذي جاء إليه بعد ساعة من وصول الآخر إلى المكان، دلف بابتسامة فنهض الآخر من مكانه بابتسامة هادئة وسلّم عليه، ثم جلس أمامه وظل يتحدث معه "عاصي" حول أموره وأمور عمله، حتى قال:
أنت تقرأ
رحيل العاصي
Romantikقلبي يكسوه الغضب والعصيان إتجاه كل شيء، لتلك الضحكات العالية التي تصدر منكِ، وتلك الحركات العفوية التي تفعلينها فتخربي كل شيء، ولتلك النظرة اللامعة التي تظهر بعينيكي كلما نظرت اليكِ، ولكنكِ تمكنتي من نزع هذا العاصي الذي يسكن بداخلي لتحققي ما لم استط...